أكد خبير الآثار عبدالله محسن، أن تاجر آثار إماراتي هو من قام بتهريب وبيع الدرع الذهبي النادر للملك اليمني المعيني (وقه آل ريم).
وفي تطور جديد لقضية تهريب الدرع الذهبي، قال محسن إن الدرع الذي سُرق قبل عامين من موقع أثري في الجوف، تم تهريبه وبيعه عن طريق تاجر آثار من الإمارات، مشيراً الى أن عدة علماء آثار أجانب أكدوا صحة هذه المعلومات.
وحسب ما ذكره محسن فإن الدرع كان قد سُرق بعد حفر عشوائي وغير قانوني في أحد المواقع بالجوف، ولم تحرك الجهات الرسمية أي ساكن لتقديم بلاغ بفقدان هذه التحفة الفريدة، مما سهل عملية تهريبها وبيعها.
ويُعد هذا الدرع واحداً من أهم وأجمل آثار اليمن المصنوعة من الذهب الخالص، وغالباً ما تُباع لتجار الذهب لصهرها وصياغتها من جديد، مما يفقدها قيمتها الأثرية، وفق المختص محسن.
وأوضح محسن أن الحلي الأثرية اليمنية المصنوعة من الذهب تعرضت للنهب والتهريب خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى سرقة قناع ذهبي يعود لأحد ملوك اليمن وسوار ذهبي مبروم الشكل وتعليقة رقبة ذهبية على شكل وجه آدمي، بالإضافة إلى عدد آخر من الحلي والمجوهرات.
وأكد محسن أن مجموعة الصباح الأثرية في الكويت اقتنت مجموعة مميزة من الحلي الذهبية الأثرية اليمنية، وأعدت كتالوجاً عنها لم يُنشر بعد.
وتحدث محسن عن تداول المجموعات الخاصة ببيع الآثار في صنعاء وعدد من المحافظات لعدد من القطع الأثرية، منها إسورة ذهبية بأربعة رؤوس أسود وتعليقة قلادة على شكل أسد فريد بيعت في مزاد 6 سبتمبر 2022، وعقد قلادة مرصع بخرز عقيق وحبات ذهبية ودلايات ذهبية بيعت في عام 2023.
ولفت الى أنه تم في 23 سبتمبر 2021، بيع رأس ثور أثري من الذهب الخالص بـ"مزاد بتل أبيب" من مجموعة جامع الآثار الإسرائيلي شلومو موساييف.
وأشار محسن إلى أن دار أبولو للمزادات عرضت زوجاً من تعليقة قلادة من الذهب في 28 يناير الماضي، ونسبتها إلى العصر الهلنستي، إلا أن البروفيسورة ليلى عقيل أكدت أنها صفائح ذهبية يمنية قديمة.
ونوه الخبير محسن الى استمرار ظاهرة تهريب الآثار اليمنية في ظل غياب الرقابة الرسمية، مما يهدد بفقدان المزيد من التراث الأثري للبلاد.
وبين الحين والآخر، يكشف الخبير والمختص في الآثار عبدالله محسن تفاصيل جديدة عن آثار يمنية قديمة تُعرض وتباع بشكل مستمر في العديد من دول العالم، لا سيما في الدول العربية والغربية.
ويوجه محسن نداءات متكررة للحكومة اليمنية لاستعادة هذه القطع الأثرية التي تُعرض في المزادات بأسعار زهيدة، وللعمل على منع تهريبها من داخل البلاد.
ومنذ انقلاب الميليشيا وإشعالها فتيل الحرب في اليمن، تعرضت الآثار اليمنية لعمليات تنقيب ونهب واسعة، مما أدى إلى تهريبها وبيعها في أسواق دول الخليج وأوروبا بأسعار زهيدة، ما يشكل خسارة فادحة للتراث الثقافي اليمني.