يقبع أحمد الرازحي مدير مكتب الرئيس السابق لسلطة الحوثيين صالح الصماد، في سجون الجماعة منذ 6 أشهر، وحسب ما تداوله مسؤولون ونشطاء على اطلاع فإن عملية الإخفاء تتعلق بصراع النفوذ والانتقادات الموجهة للقيادات النافذة.
وأكدت مصادر متطابقة أن القيادي "أحمد الرازحي" مدير مكتب رئاسة الجمهورية في سلطة المليشيا إبان رئاسة الصماد للمجلس السياسي، مخفي في سجون جماعته منذ 6 أشهر.
وقالت المصادر إن الجماعة احتجزت الرازحي منذ 6 أشهر، ومنعت تواصله مع أسرته وعائلته منذ ذلك الحين، وكان آخر اتصال أبلغ فيه عائلته بأنه في دورة ثقافية طويلة نهاية أكتوبر الماضي.
وقال صالح هبرة رئيس المكتب السياسي (السابق) للحوثيين، إن أسرة الرازحي محرومة من التواصل معه، وأنه رهن الاعتقال لدى سلطات الجماعة التي أجبرته على القول إنه في دورة ثقافية.
وأضاف هبرة، في منشور على صفحته في الفيسبوك التي اعتاد مؤخرا نقد ممارسات جماعته عبرها "أبوك متعب وقد أصبح مقعدًا وأمك متعبة جدًا... أولادك مشتاقون لك كامل الشوق.. غبت وقت امتحانات الماجستير التي كنت تحسب لها ألف حساب من الجد والاجتهاد والتحدي، وأضعت عامًا دراسيًا كاملًا، فأين أنت؟ وما نوع هذه الدورة التي غيبتك عنا لأكثر من ستة أشهر، وأحرمتك من رؤية أهلك ووالديك ومحبيك".
وألمح هبرة إلى أن تغييب واعتقال الجماعة للرازحي له علاقة بقربه منه، مضيفا " آه يا زمن ما أبقت لي هذه الحياة شيء أفرح به حتى آخر أصحابي ومن أستأنس بمجالسته غيَّبته عني؟ هل كتب عليّ أن أعيش بقية عمري جليس أحزاني؟ رفقا بي أيها الدهر الظالم إن كان لديك شي من المشاعر! مالم فاقض ما أنت قاض".
وأكد القيادي المنشق عن الجماعة علي البخيتي، أن الرازحي "مخفي قسرا في سجون الحوثيين منذ أكثر من ستة أشهر، ولم يسمح حتى لزوجته وأولاده بالاتصال به، ليس هذا وحسب، بل أجبرهم الحوثيون على أن يقولوا لمن سأل عنه: والدنا في دورة ثقافية خاصة".
وأعاد البخيتي إخفاء الرازحي إلى "سفره مع الشيخ صالح هبرة -رئيس المجلس السياسي السابق لجماعة الحوثي- قبل فترة خارج اليمن، إضافة لكونه كان مديرًا لمكتب الراحل صالح الصماد".
وأضاف "هذه هي أخلاق عبدالملك الحوثي، وصلت جرائمه لإخفاء حتى المقربين منه، ولم يحترم دماء صديقه صالح الصماد فاعتقل مدير مكتبه! ولم يحترم زوجته وأطفاله وجعلهم جزء من سيناريو إخفائه عبر إجبارهم على القول إنه في دورة ثقافية".
مصدر مطلع، قال لـ"المصدر أونلاين"، إن الجماعة أخفت الرازحي قسرا، بتهمة تسريب معلومات متعلقة بفساد المشاط ومدير مكتبه.
وأكد المصدر أن الرازحي من ضمن المخفيين قسرا لدى جهاز الأمن والمخابرات الحوثية والمدار بشكل مباشر عبر عبدالملك الحوثي، حيث اعتقل الجهاز في الفترة الأخيرة العديد من المناوئين لفساد الجماعة أبرزهم القاضي عبدالوهاب قطران، ومحمد المليكي الذي أطلق سراحه مؤخرا، وكان سببا في كشف المبيدات المسرطنة التي يتم المتاجرة بها في مناطق سيطرة الحوثيين بتوجيهات المشاط.
وبحسب المصدر، فإن القيادات الحوثية التي يتم تهميشها، مصيرها لا المحتوم السجن للتكتم على ما أشرفت عليه من جرائم وفساد، أو التصفية بصمت أو منحها الشهادة في جبهات القتال ومن لم يكن له حل، فإن كورونا وغيرها من الأمراض كفيلة بتخليص الجماعة من الأصوات التي تزعج زعيمها عبدالملك الحوثي والمقربين من سلالته الحاكمة.
