قتل أحد عناصر ميليشيا الحوثي وأصيب اثنان آخران في اشتباكات مع قبائل "ذو حسين - دهم" بمديرية خب الشعف، بمحافظة الجوف شمال اليمن، فيما اتهمت قبائل "الفقمان" و"همدان" الحوثيين بمحاولة اغتيال أحد أبنائها والذي يشغل موقع مدير أمن مديرية الخلق، جنوب غربي المحافظة.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات مسلحة اندلعت، السبت، بين قبائل "ذو حسين - دهم" ومليشيا الحوثي في منطقة "اليتمة" بمديرية خب الشعف، على خلفية محاولة المليشيا الاستيلاء على أراضي القبائل بالقوة.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات اندلعت عقب نزول حملة حوثية معززة بجرافة، وقامت بهدم غرف وبئر يملكها أحد أبناء القبيلة بالقوة، مشيرة إلى أن مسلحي قبائل "ذو حسين" تجمعوا وواجهوا الحملة الحوثية.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل سائق الجرافة، وهو أحد عناصر ميليشيا الحوثي وإصابة اثنين آخرين.
وكانت حملة عسكرية للحوثيين قدمت من صنعاء لتعزيز عناصرها في مواجهتهم مع القبائل الذين يريدون إخضاعهم والسيطرة على أراضيهم.
وقال الناشط الحقوقي عبدالرب بن عبدان على فيسبوك، إن "الوضع متوتر بين قبيلة "ذو حسين" في الجوف وقوات تابعة لصنعاء (الحوثيين) بسبب أن هذه القوات يتم استخدامها من قبل قبائل تريد تتهبش على أراضي قبيلة ذوحسين"، مضيفاً أن "الوضع مرشح للتوتر في عدة مديريات في الجوف منها خب الشعف والمتون والزاهر والمطمة والحميدات وبرط ومناطق في المديريات الأخرى".
من جهتها اتهمت قبائل "الفقمان" و"همدان" الحوثيين بمحاولة اغتيال أحد أبنائها المعين مدير أمن مديرية الخلق، الشيخ "طالب العجي شطيف"، واستنكر بيان صادر عن اجتماعها يوم السبت، "ما حصل من محاولة اغتيال العقيد .. من قبل عناصر على متن طقم تابع للعسكريين (تابع للحوثيين) وهو يؤدي واجبه الوطني والديني أثناء خروجه من مقر عمله في إدارة أمن الخلق يوم أمس الأول (الجمعة) الساعة السادسة مساء".
وأشار البيان إلى أنه سبق هذا اعتداء على ضابط أمن إدارة أمن الخلق "ربيع العجي" من قبل طقم تابع للميليشيا يوم الخميس 21 ديسمبر العام الماضي، مطالباً مليشيا الحوثي: "بتسليم الجناة للمحاكمة عسكرية".. محمّلاً سلطات الميليشيا "المسؤولية الكاملة وما يترتب عليها من تبعات بعد أن تكررت تلك المخالفات بالأطقم التابعة للمسيرة القرآنية"، كما قال البيان.
وتشهد محافظة الجوف توتراً متصاعداً بين القبائل والحوثيين، إثر محاولات الميليشيا الاستيلاء على أراضي القبائل بالقوة وارتكابها انتهاكات بحق المدنيين.
ويوم الجمعة الماضية، قتل قيادي في ميليشيا الحوثي يدعى محمد أحمد المراني "أبو صابر"، برصاص مسلحين قبليين في مديرية الخلق، وذلك أثناء مروره في الطريق العام بالتزامن مع اشتباكات بين قبيلتي الفقمان من مديرية الخلق، وآل حمد من مديرية المتون، نتيجة ثأر قديم بين القبيلتين.
وتسببت الاشتباكات في إصابة سيارة القيادي الحوثي ما أسفر عن مقتله وإصابة مسلح آخر كان على متن السيارة، وفقا لمصادر محلية.
وتقول مصادر محلية إن الصراع بين الفقمان وآل حمد تغذيه قيادات في ميليشيا الحوثي تقف الى جانب آل حمد الذين ينفذون العمليات على متن الأطقم العسكرية، بهدف الاستيلاء على أراضي الفقمان.
وتُشير هذه التطورات إلى تزايد حدة الصراع بين القبائل والحوثيين المهووسين بحمى السيطرة على الأراضي، ما ينذر بتفجر الوضع الأمني في المحافظة.