قدم رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك اعتذاره للسكان في العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظات أخرى عن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة خصوصا مع موسم الصيف.
وقال رئيس الوزراء في مقابلة مع قناتي "اليمن، عدن"، إنه "يدرك معاناة الناس، ويحس بصدق معنى أن تنقطع الكهرباء لمدة 15 ساعة أو 14 ساعة"، مشيراً الى أنه ليس منفصل عن هذه الواقع مطلقاً وأنه يتابع أوضاع المواطنين عن كثب، وأهله في حي كريتر ما يعني أنه جزء من هذه المعاناة، لافتاً الى أن اجتماعاته الأخيرة كانت دون الكهرباء.
وأضاف: "لكن يجب أن يدرك الناس أنه هذه تركة كبيرة وتراكم لفترة طويلة جدة، حصل فيها إخفاقات كبيرة جداً، لأن ملف الكهرباء لم يدار بطريقة صحيحة، وهناك إشكاليات كثيرة، لأن المعالجات كانت خلال الفترة الماضية عبارة عن فزعات، ليست ضمن خطط استراتيجية وتوجهات سليمة، خلقت التزامات باهظة على الدولة".
وأكد أن "حجم ما أنفق على الكهرباء، لو أنفق بطريقة سليمة، إن لدى الدولة محطات استراتيجية"، منوهاً الى أن الحكومة "أنفقت العام الماضي أكثر من ترليون و10 مليار ريال للكهرباء، (75% منها) -755 مليار فقط مشتقات نفطية، ونقطة لا تذكر في الصيانة والاستثمار".
وأوضح بن مبارك أن "31% من إيرادات الدولة تستهلكها الكهرباء"، مشدداً على أهمية "إيقاف نزيف" (المال العالم للدولة بشأن الكهرباء، ومعالجة هذه المسألة بشكل جذري.
وقال إنه "في موضوع شراء المشتقات النفطية فعل في الأسبوع الأول (من توليه منصب الحكومة)، لجنة مناقصات، وهذا وفر ما مقداره من 35 الى 40%"، منوها الى أن الحكومة كانت "تشتري طن (الوقود) الواحد ب 1200 دولار، والان أصبح ب763 دولار".
وحسب ما ذكره رئيس الوزراء فإن المشكلة الحاصلة لانقطاع الكهرباء هو معالجة الاختلالات المالية كي لا تتكرر، وقال إن "المعركة الآن، والتأخير الى اخر لحظة يعانوها هي هذه القضية، وهو اما أن نعود الى الممارسات السابقة، وننفق على قطاع الكهرباء بنفس الطريقة السابقة ونستهلكها كلها، سواء في شراء المشتقات النفطية بالطرق الذي تهدر أموال ضخمة أو أن نصبر لنعيد الأمور الى نصابها، ونضبط هذه المسألة ثم نفكر بمدى متوسط ومدى الاستراتيجية لإيجاد حلول دائمة".
وفي رده على سؤال من المستفيد من ذلك قال بن مبارك إن "هذه واقع كان موجود وانه كان وضح في هذه المسألة من أول أيام توليه رئاسة الحكومة وهو جزء من هذه المعاناة".
وجدد رئيس الوزراء دعوته للمواطنين بالصبر وقال: "لا أريد أن تستخدم معاناتهم ويصبحوا جزء يقود الضغط عليه، والاضطرار للعودة الى الحلول الجزئية الغير مجدية والبقاء في حالة الانفاق".
وقال بن مبارك إنه "يتحمل (مسؤولية انقطاع الكهرباء)"، وأنه "يعرف أنه هناك موجة ضغط شعبية عليه وتتهمه، لكن يعلم الله أنه صادق في إصلاح هذا الملف، ويريد بشكل حقيقي أن يوقف النزيف في هذا الملف مع كل المخلصين في الحكومة وبدعم كامل من مجلس القيادة لإصلاح حقيقي في هذا الملف ولو زادت المعاناة، بدلاً من أن تنفق هذه الأموال وتحرق يومياً حوالي 2 مليون دولار في السماء بعدن فقط"، لافتا الى أن المعاناة شديدة في بقية المحافظات المحررة.
وكان رئيس مجلس القيادة قد أعرب في تصريح له قبل مغادرته أمس الأربعاء العاصمة المؤقتة عدن عن "بالغ ألمه للأوضاع والظروف الإنسانية العصيبة التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي إنه واخوانه أعضاء المجلس، والحكومة "يدركون تماما حجم المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، بما في ذلك الاثار المؤلمة للاختناقات المتكررة في امدادات الطاقة الكهربائية مع دخول فصل الصيف"
وأكد العليمي "اهتمامه البالغ بحل عاجل لازمة الكهرباء القائمة، وتوجيهاته الى الحكومة بضمان عدم تكرارها واستدامة التوليد وعدم الركون الى حلول مؤقتة، ومواصلة العمل من الداخل للوفاء بكافة الالتزامات الحتمية للدولة".
وتشهد العاصمة المؤقتة عدن منذ أيام احتجاجات شعبية غاضبة تنديداً بالانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء، في ظل ارتفاع درجة الحرارة الأمر الذي فاقم معاناتهم المتكررة كل عام.