تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا من المنهج المدرسي في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تتضمن رموز وأعلام الجماعة، وأدبياتها، بعد حذف الكثير من الدروس والأعلام الوطنية.
وتدول الناشطون، نموذجا من كتاب التربية الإسلامية للصف السابع، وهو يحوي شخصية شاعر تابع للجماعة يدعى معاذ الجنيد، ضمن نص يحث على الاقتداء به.
كما عمدت الجماعة الى إدراج العديد من قادتها وأدبياتها ضمن نصوص منهج اللغة العربية وحذفت نصوص، وشخصيات تعد جزء من الذاكرة الوطنية.
وقال الناشط موسى عبدالله قاسم:" العصابة الهاشمية، حذفت من الكتب المدرسية قصيدة "عاش الشعب" للشاعر والثائر الكبير عبدالعزيز المقالح التي ألقاها عبر إذاعة صنعاء يوم الـ 29 من سبتمبر 1962، ابتهاجا بانتصار الثورة".
وأكد الناشط محمد المقبلي أيضاً":حذفوا علم اليمن الخالد عبد العزيز المقالح وقصيدته الجمهورية الخالدة عن صنعاء الجمهورية ووضعوا علم السلالة وقصيدته بدلا لذلك.. هل استوعب الذين لم يستوعبوا الى الآن طبيعة المعركة كما استوعبها المدركين."
ونشر رواد مواقع التواصل أيضاً، صورا للعديد من الكتب الدراسية بعد أن أدرجت ضمنها صور مؤسس الجماعة حسين الحوثي وزعيمها الحالي عبدالملك، وأدبياتها ضمن المنهج، كما أضافت مواضيع تُلمع فكرها وترسم بطولات قادتها.
وعبر النشطاء عن غضبهم إزاء هذا التغيير الطائفي للمنهج، واعتبروها أخطر الحروب التي تخوضها الجماعة ضد اليمنيين. مشيرين الى أن الحوثيين استبدلوا فصولاً كاملة كانت تعكس تاريخ اليمن المتنوع والغني بأخرى تركز على زعماء جماعتهم وطائفتها.
كما تم استعاضة القصص التي تتحدث عن أبطال عرب تاريخيين- مثل عمر بن عبدالعزيز، وعمر المختار، ويوسف العظمة- بقصص تتحدث عن مؤسسة الجماعة حسين الحوثي، والقيادي صالح الصماد، الذي قُتل في أبريل/نيسان 2018م.
دعوات للانتفاضية
ويخشى الناشطون من أن تتحول ملازم الجماعة الى منهج بديل للطلاب في مناطق سيطرتها في محاولة لإعاداد جيل عقائدي موال لها.
وقال الناشط محمد المياحي": اننا أمام أكبر عملية تزوير تقوم به جماعة من الدّجالين لهوية شعب كامل، وأمام أكبر عملية ارتداد خطير تقوم بها سلطة لتشويه الوعي العام وسحبه نحو منحدرات بدائية. ".
ودعا المياحي الى تمزيق المناهج، وتنظيم اضرابات شاملة ومفتوحة، وأضاف": اسحبوا أولادكم من المدارس، استحدثوا برامج تعليمية عن بعد.. فكروا بكل الطرق لمنع الجماعة من فرض سياساتها التعليمية المدّمرة."
من جهته، أكد الباحث السياسي سلمان المقرمي، على "أهمية أن ينتقل هذا الغضب الشعبي من وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات المدارس رفضا لمحاولات -الحوثي تعديلات المناهج طائفيا وعرقيا، خاصة في صنعاء."
أما الصحفي مجلي الصمدي فقد غرد بالقول:"إذا لم يتراجعوا عن مخطط تغيير المناهج والامتحانات خارج الدستور والقانون فسوف ندعو لمقاطعة التعليم .."
وأضاف:"تعليمكم الطائفي لا نريده".
وإلى جانب كتاب التربية الإسلامية واللغة العربية، نشر ناشطون صورة لغلاف منهج االتربية الوطنية وعليه صورة البنط المركزي اليمني بصنعاء، متسائلين عن علاقتها بالمنهج الذي كان يحمل غلافه صورة الرمز الجمهوري علي ناصر القردعي وعلي عبدالمغني والسلال والزبيري والشدادي وغيرهم من الثوار ورموز النضال الوطني."
تغيير شامل
وتأتي هذه الحملة، عقب إقدام مليشيا الحوثي على فرض امتحانات وزارية للتأكد من تدريس منهجها الطائفي.
وقالت مصادر تربوية، إن المليشيات أقرت تغيير كتب "القرآن الكريم - التربية الإسلامية - والتربية الإجتماعية (التربية الوطنية والجغرافيا والتأريخ) واللغة العربية" بشكل مفاجئ، وفرضت امتحانات وزارية بدءًا من الصف السادس حتى الثالث الثانوي.
وأبلغت المليشيات مدراء المدارس بضرورة تغيير الكتب المحددة بالطبعة الجديدة 2023، وشرائها من السوق السوداء، رغم التغييرات الواسعة التي أحدثتها على النسخ السابقة من المنهج.
وأضافت أن المليشيات ألغت إجازة الخميس، بهدف تحقيق تقدم في المنهج الجديد، في كافة المدارس الحكومية والأهلية بمناطق سيطرتها.