أخبار محلية

دعوات للحوثيين لقبول تمديد الهدنة وتحذيرات من تصعيد جديد

المصدر
العربي الجديد

مع انتهاء الهدنة في اليمن، جراء رفض الحوثيين مقترح مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ، تزداد التحذيرات من اشتعال الحرب مجدداً على نطاق واسع، خاصة مع اندلاع اشتباكات في عدة مناطق يمنية، والتهديد بتجديد الضربات الحوثية للسعودية والإمارات، فيما دعا الاتحاد الأوروبي الحوثيين إلى دعم مقترح تمديد الهدنة وتوسيعها.

وفي وقت عبرت فيه الحكومة اليمنية عن أسفها لعدم نجاح جهود المبعوث الأممي إلى اليمن في إقناع الحوثيين بتمديد وتوسيع الهدنة، أكد غروندبرغ مواصلة "الجهود الحثيثة للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق لإعادة ترسيخ الهدنة".

وكان المبعوث الأممي قد اقترح تمديد الهدنة مدة ستة أشهر، مع إدراج جملة من المطالب، ومنها دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، إلا أن الحوثيين رفضوا المقترح وسط إصرارهم على دفع رواتب موظفيهم المدنيين والعسكريين على حد سواء.

إلى ذلك، أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن أسفها لعدم الاتفاق على تمديد الهدنة في اليمن.

وكانت الأمانة العامة قد أكدت دعمها للجهود التي بذلتها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لتمديد الهدنة أملاً في أن يمُّكن ذلك من مواصلة المساعي للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216.

وجددت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان، تأكيدها بالوقوف مع اليمن لرفع المعاناة عن شعبه وتحقيق الأمن والسلام.

من جهته، حث الاتحاد الأوروبي، الإثنين، جماعة الحوثي على دعم جهود الأمم المتحدة لتمديد وتوسيع الهدنة في اليمن.

وأفادت بعثة الاتحاد لدى اليمن، عبر صفحتها الرسمية في "توتير"، أن "مساعد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد، إنريكي مورا، تحدث مع الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام، لدعم جهود الأمم المتحدة لتمديد وتطوير الهدنة".

وذكرت البعثة في تغريدتها أن مورا أكد أن "العودة إلى الحرب مأساة لا يستحقها الشعب اليمني" دون مزيد من التفاصيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن إيران سبق أن أعلنت أن استدامة الهدنة في اليمن "رهن برفع العقوبات وإنهاء الحصار"، مضيفاً أن "الهدنة ليست إلا مقدمة وخطوة لرفع الحصار، لكن الهدنة تمت من دون رفع العقوبات الظالمة".

وأكد، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن طهران كانت قد ساعدت في إبرام الهدنة في اليمن، معلناً أنها تدعم تجديدها، و"نحث الأصدقاء والأطراف اليمنية على المضي في هذا الطريق، لكن اليمنيين هم الذين يقررون".

وحذر المتحدث باسم الجناح العسكري للحوثيين يحيى سريع، في بيان، من احتمال محاولة توجيه ضربات جديدة للسعودية والإمارات.

وقال عبر حسابة على "تويتر": "القوات المسلحة تمنح الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية فرصة لترتيب وضعها والمغادرة".

ولم تصدر السعودية ولا الإمارات أي تعليق حتى الآن حول انتهاء الهدنة، أو حول التهديد الحوثي.

ميدانياً، استأنفت جماعة الحوثيين، هجماتها على مواقع القوات الحكومية اليمنية في محافظات تعز (جنوب غرب)، والضالع (وسط)، إضافة إلى محافظة مأرب الغنية بالنفط شرقيّ البلاد.

"لا تزال هناك فرصة"

من جهتها، قالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط والباحثة في جامعة كامبريدج إليزابيث كيندال لـ"وكالة فرانس برس"، إنه "ربما لا تزال هناك فرصة لإحياء الهدنة". وأوضحت "قد يكون الأمر ببساطة هو أنّ الأطراف المتحاربة تبحث عن تعزيز مواقعها السياسية من خلال السماح بانقضاء الموعد النهائي" للهدنة الأحد.

وحول مطالب الحوثيين أكدت أنها "غير واقعية في هذه المرحلة المبكرة"، معتبرة أنهم يطالبون بما يعدّ "تنازلات سيكون من الصعب للغاية تقديمها في غياب أي محادثات سلام منظمة".

وبحسب كيندال، فإنّ "الانطباع الموجود هو أن الحوثيين غير مهتمين حقاً بمواصلة الهدنة".

ما وراء فشل الهدنة ؟

ويرى الباحث في مركز "مالكوم كير - كارنيغي" ومقره بيروت أحمد ناجي أنّ الهدنة "فشلت بسبب خلل التوازن في طرفي معادلة الحرب". ويوضح في حديث لـ"فرانس برس"، أن "جماعة الحوثيين تعتقد أنها الطرف الأقوى بعد سبع سنوات من الصراع، وأن الحرب لا يجب أن تنتهي عند هذه النقطة، وأنهم يستطيعون الحصول على مكاسب إضافية، خصوصًا مع الرغبة الكبيرة في تجديد التسوية (الهدنة) لدى الطرف المناوئ".

ماذا سيحدث؟

وقال مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ماجد المذحجي: "هناك توتر عسكري على امتداد الجبهات ومناوشات عسكرية محدودة حتى الآن. أظن أننا سنشهد تطورا في الاتجاه العسكري والاشتباكات في الأيام القادمة، خصوصا في جبهات التماس الأساسية في مأرب وتعز".

وأوضح المذحجي، خلال حديث مع "فرانس برس"، أن هذا قد "يندرج في إطار تصعيد عسكري لمحاولة الوصول إلى المزيد من التنازلات" لصالح الحوثيين.

ويتوقّع المذحجي "استمرار الاتصالات المكثفة لإقناع الحوثيين بتجديد الهدنة"، ولكنّه أشار إلى أنّه "في حالة الوصول إلى طريق مسدود، فإنّ الحرب ستشهد جولة جديدة من المواجهات العسكرية أكثر ضراوة من ذي قبل".

ويقول المذحجي "الشعب اليمني سيخسر الأمل الذي رافق فترة الهدنة بأن الحرب قد تنتهي باتفاق سياسي. أيضًا ستنعكس تبعات عودة المواجهات العسكرية على المدنيين في اليمن بشكل كبير".

وأضاف المذحجي أنّ الحوثيين، برفضهم الهدنة، "حرموا الشعب اليمني من أكبر فرصة وأطول هدنة في تاريخ هذه الحرب".