انقضت اليوم الأحد عند الساعة السابعة مساء، الهدنة الانسانية التي ترعاها الامم المتحدة منذ ستة أشهر، دون أن تلوح أي بوادر لتمديدها حتى الآن، وسط مخاوف أممية ودولية من عودة الأطراف الى مربع العنف.
وأعلنت مليشيا الحوثي، وصول التفاهمات حول التهدئة الى طريق مسدود، في رفض ضمني لتمديد الهدنة.
وقال مجلس السياسي التابع للمليشيا، إنه يدرس مختلف الخيارات للتعاطي مع سلوك التحالف بقيادة السعودية خلال المرحلة القادمة.
وزعم المجلس في اجتماع برئاسة مهدي المشاط بأن ما قدمته الامم المتحدة، هو مجرد ورقة لا ترقى لمطالب "الشعب اليمني ولا تؤسس لعملية السلام"، حد قوله.
وتوعد بانه لن يسمح بأن تتحول الهدنة إلى غاية كونها كانت مجرد وسيلة للوصول لاتفاق نهائي.
وذكرت وكالة الانباء التابعة للمليشيا، أن المجلس السياسي، أقر الخطوط العريضة والنقاط الأساسية بشأن المرحلة القادمة بناء على الخطوات التي أعلنتها سلطة الجماعة، أمس السبت، في اشارة الى التهديدات باستهداف الملاحة الدولية وشركات النفط العاملة في مناطق نفوذ الحكومة.
في المقابل، أكدت الحكومة، تلقيها مقترحاً محدثاً من المبعوث الأممي إلى اليمن لتمديد وتوسيع الهدنة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، عن مصدر مسؤول قوله، إن الحكومة تعمل على دراسة المقترح وستتعامل معه بايجابية انطلاقاً من حرصها وبذلها كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية.
قلق دولي من موقف الحوثيين
في ورد فعلي على موقف الحوثيين من الهدنة، أعربت سفارة روسيا الاتحادية لدى اليمن، عن "قلقها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن إزاء عدم إحراز تقدم في تأمين اتفاق لتمديد الهدنة قبل انتهائها في 2 أكتوبر".
وأضافت في بيان مقتضب نشره حسابها على تويتر "يجدد القائم بالأعمال الروسي في اليمن دعمه للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، ويشير إلى الفوائد الملموسة التي جلبتها الهدنة لكل من اليمنيين والأمن الإقليمي، ويدعو الأطراف إلى عدم تبديد هذا التقدم".
وقال البيان: "تدعو روسيا الأطراف إلى تكثيف التواصل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل الاتفاق على تمديد الهدنة".
وأضاف: نكرر التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، ويعرب القائم بالأعمال عن قناعته بأن تمديد الهدنة يهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وشاملة عن طريق التفاوض بقيادة يمنية".
من جهته، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل"، إن التكتل "يدعم وبشكل كامل دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف (اليمنية) لقبول مقترح الهدنة المقدم من قبل المبعوث الأممي".
وأضاف في تغريدة نشرها المتحدث باسم الاتحاد في الشرق الأوسط: " حققت الهدنة الكثير من الفوائد ويمكن أن تجلب المزيد للشعب اليمني".
وشددت على أنه "حان الوقت لتمديد وتوسيع الهدنة، بما في ذلك فتح الطرق والاتفاق على دفع الرواتب".
من جهته، أكد السفير البريطانى لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم في بيان مصور أن "الهدنة هي نقطة الانطلاق نحو وقف إطلاق النار والمحادثات السياسية".
واستعرض أوبنهايم الفوائد التي حققتها الهدنة خلال الأشهر الماضية، وقال إن "كل جميع الأطراف اليمنية سيكون لها دور تلعبه في المراحل القادمة".
الهدنة هي نقطة الإنطلاق نحو وقف إطلاق النار والمحادثات السياسية. كل الأطراف لها دور تلعبه في هذا. أشجع الحوثيين على العمل مع الأمم المتحدة لتمديد الهدنة. إنه الطريق الوحيد الذي سيوفر لهم فرصة لتقديم الفوائد لجميع اليمنيين.
وأضاف: أشجع الحوثيين على اختيار المسار الذي سيفيد اليمنيين العاديين، من خلال العمل والتعاون مع الأمم المتحدة لتمديد الهدنة، وتجنب العودة للحرب".
من جهتها قالت السفارة الفرنسية في بيان مقتضب إن "فرنسا تدعو الطرفين إلى قبول الاقتراح الأممي، وبذل كلّ الجهود في سبيل الإبقاء على الهدنة وتعزيز فرص السلام لصالح الشعب اليمني".
فرنسا تدعو الطرفين إلى قبول الاقتراح الأممي، وبذل كلّ الجهود في سبيل الإبقاء على الهدنة وتعزيز فرص السلام لصالح الشعب اليمني.
من جهته، أكد السفير الهولندي لدى اليمن بيتر ديرك هوف، انضمام بلاده للدعوات المطالبة بقبول اقتراحات الأمم المتحدة بشأن تمديد الهدنة التي جلبت فوائد ملموسة لليمنيين.
وأضاف نؤيد المقترحات التي تتضمن "فتح طرق ودفع رواتب المدنيين"، مضيفاً "يمكن أن تكون الهدنة الموسعة نقطة انطلاق حقيقية لمحادثات السلام".