طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الدول والجهات المانحة بسرعة الإيفاء بتعهداتها في تمويل خطة إنقاذ ناقلة "صافر" العائمة قبالة سواحل اليمن، لتتمكن الأمم المتحدة من درء الكارثة.
ومن المقرر أن تعقد هولندا والولايات المتحدة وألمانيا، غداً الأربعاء، في نيويورك، اجتماعا مع الأمم المتحدة لبحث الآليات والإجراءات اللازمة للبدء بتنفيذ العملية الطارئة من الخطة الأممية لإنقاذ سفينة "صافر" المتهالكة والعائمة قبالة الحديدة.
وقالت المنظمة في بيان أصدرته، اليوم الثلاثاء، إن على الدول والجهات المانحة التي تعهدت بتقديم أموال لعملية الإنقاذ، القيام بتحويل تلك التعهدات إلى أموال على الفور، "في حين تعهدت الحكومات والشركات، إلا أنهم لم يسلموا الأموال بعد، يجب عليهم القيام بذلك على الفور، لتجنب ما يمكن أن يصبح أحد أسوأ انسكابات النفط في العالم، وتدمير السكان والبيئة في اليمن".
وأضافت بأن الوضع الحالي لـ"صافر" لا يزال خطيراً ويتطلب إجراء عاجل لتفادي الكارثة التي قد تنتج عن تحللها أو تفككها في أية لحظة، لكن من غير الممكن "أن تبدأ المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ حتى تحصل الأمم المتحدة على أموال التمويل المطلوب والبالغ 80 مليون دولار أمريكي بالكامل".
وأشادت المنظمة بالتمويل الإضافي الذي أعلنت عنه هولندا مؤخراً والبالغ 7.5 مليون دولار لدعم عملية الإنقاذ، وقالت: "يجب أن تكون هولندا قدوة للحكومات الأخرى، وتحويل الأموال على الفور".
وأشارت إلى أن لعبة الانتظار "المنحرفة" التي تمارسها الدول والجهات المانحة؛ في عدم الايفاء بتعهداتها المالية، قد تعود عليها بنتائج عكسية مستقبلاً، فـ"بدلاً من الوفاء بتعهدات تمويل متواضعة الآن، فقد يضطرون إلى تسليم المليارات - وليس الملايين فقط - لتنظيف كارثة غير مسبوقة، ويمكن تجنبها".
وأوضحت المنظمة بأن الأمم المتحدة خاضت مفاوضات طويلة وشاقة مع الحوثيين من أجل التوصل إلى اتفاق لتسهيل خطة إنقاذ الناقلة، والمكونة من مرحلتين، وأخذت المزيد من الوقت في انتظار التبرعات من الدول المانحة، و"سيكون من المدمر إذا تفككت صافر في الوقت الذي لاتزال تجمع فيه المنظمة تعهدات المانحين، في هذا السيناريو الكابوس، ستكون هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 20 مليار دولار لمواجهة الكارثة الإنسانية والبيئية".