أخبار محلية

المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا يدفع لحوار جنوبي يكرّس سلطته

المصدر
العربي الجديد ـ أسعد سليمان

بعد نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، في حسم المعارك بمحافظة شبوة ضد القوات الموالية للحكومة الشرعية، والتمدد في محافظة أبين، أعلن رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي عن تشكيل فريقين للحوار، بهدف إجراء مشاورات مع الشخصيات والمكونات الجنوبية.

وأصدر الزبيدي، السبت، قراراً بتشكيل فريقين "للحوار الوطني الجنوبي"، على أنقاض لجنتين سابقتين كان المجلس الانتقالي قد شكلهما خلال السنوات الأربع الماضية، فيما يعتبر مراقبون أن الظروف الراهنة الأنسب لنجاح الحوار على ضوء التطورات الميدانية على الأرض.

وكلّف الزبيدي 21 شخصية لهذا الغرض، مقسماً اللجنة إلى فريقين؛ الأول داخلي مكوّن من 14 شخصية يترأسها صالح محسن الحاج، وعبد السلام قاسم نائباً له، فيما الفريق الثاني للحوار خارجي، ضم سبعة أشخاص برئاسة أحمد عمر بن فريد، على أن يكون نائبه علي صالح علي أبو شامة.

وحسب قرار تشكيل الفريقين، فإن مهمة اللجنتين هي "إجراء مشاورات وحوارات مع النخب والشخصيات والمكونات الجنوبية، والعمل وفق خطة عمل يقرها رئيس المجلس، على أن يرفعا تقارير دورية عن نتائج المشاورات والحوارات لرئيس المجلس الانتقالي"، كما أنه يحق للفريقين الاستعانة بمن يرونه مناسباً من الشخصيات الاعتبارية الجنوبية، أو من أعضاء الجمعية الوطنية، وفق القرار.

 وألغى القرار الجديد القرارات واللجان التي شكلها المجلس الانتقالي سابقاً للغرض ذاته، والتي يعتقد البعض أنها فشلت، أو أن "الانتقالي" حينها لم يعطها أولوية، لأنه كان يركز على تشكيل قوة عسكرية وأمنية لبسط السيطرة على جنوبي اليمن.

وقالت مصادر من داخل "المجلس الانتقالي" لـ"العربي الجديد"، إن "هذه السيطرة هي الضامن لنجاح الحوارات الجنوبية وهي تحققت اليوم"، على حد تعبيرها.

وقال الصحافي والمحلل السياسي ماجد الداعري، في حديث مع "العربي الجديد" تعليقاً على تشكيل فريقي الحوار، إن "لجنة الحوار الجنوبي المشكّلة من اللواء الزبيدي، بصفته رئيس المجلس الانتقالي، هي لهدف محدد وهو التقارب مع كل الشخصيات والمكونات الوطنية الجنوبية فقط، ولا علاقة لها بالحوثيين أو أي مفاوضات خارجية أخرى، لأن هناك لجنة حوار خارجي للانتقالي لا تزال قائمة برئاسة مراد الحالمي".

وأضاف أن "أهمية اللجنة تأتي من كونها تشكّلت في ظرف جنوبي مهم يتمثل بعودة أبين وشبوة إلى سيطرة قوات المجلس الانتقالي، وتوسع نفوذ سيطرة المجلس، وعودة قيادات جنوبية للتصالح مع الانتقالي"، معتبراً أن المجلس "يهدف من خلال اللجنة إلى توسيع تقاربه مع كل المكونات الجنوبية، واستقطاب أكبر قدر ممكن من القيادات والقوى الجنوبية المؤمنة بهدف استقلال واستعادة الدولة الجنوبية".

 وتابع الداعري أنه "من خلال شخصيات اللجنة المتنوعة والمعتبرة، أتوقع لها النجاح واستقطاب الكثير من القيادات والمكونات الجنوبية في الأيام القادمة".

يُذكر أن المجلس الانتقالي نجح في السيطرة على شبوة وأبين في الأيام الأخيرة، علماً أنه عمد، السبت، إلى تسليم إدارة أمن محافظة أبين في مدينة زنجبار، إلى قيادة الأمن التي كانت محسوبة على السلطات الشرعية، بعد تقارب وجهات النظر بين الطرفين، وهو ما فسره مراقبون بأنه خطوة تستهدف إضفاء الشرعية على إدارة محافظة أبين، ولو بشكل صوري.

وكان "الانتقالي" قد استقبل في عدن يوم الأحد 21 أغسطس/آب الحالي، رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي فادي حسن باعوم، بعد سنوات من الخلافات مع المجلس، وذلك في سياق محاولات توحيد الصف الجنوبي.