أعلن صباح اليوم الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة، وفاة المناضل اليمني محمد عبدالله الفسيل، عن عمر تجاوز 90 عاما.
ويعد الفقيد الفسيل واحدا من أهم رموز ثورة سبتمبر ضد الحكم الامامي في وكانت له اسهامات كبيره في ثورة 48
وساهم الفقيد في صياغة أدبيات وبيانات الثوار، وكان له شرف قراءة بيان ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962 .
غادر الفسيل العاصمة صنعاء، بعد اجتياحها من قبل مليشيا الحوثي في سبتمبر عام 2014 الى العاصمة المصرية القاهرة وتوفي في أحد مستشفياتها.
السيرة الذاتية للفقيد الفسيل:
ولد المناضل محمد بن عبدالله بن علي الفُسَيِّل، في شهر أغسطس، من العام 1925، في حي الجراف، بالعاصمة صنعاء، كان شاعرا وصحفيا وبرلمانيا ودبلوماسيا محنكا، مات أبوه وهو في السادسة من عمره، فنشأ يتيمًا في كنف أمه، والتحق بالكُتَّاب فقرأ القرآن الكريم، ثم انتقل مع إسرته إلى حارة الفليحي، وهناك واصل تعليمه في كُتاب المسجد، ثم انتقل في عدة مدارس إ لى أن تخرج منها، ليعمل معاونا لأحد ، ثم انتقل إلى مدرسة الإصلاح،ومنها انتقل مع أخيه إلى مكتب الأيتام، ثم انتقل إلى المدرسة (العلمية)؛ فدرس فيها علوم الفقه، وعلوم الكُتّاب في دائرة (المحاسبة)، فتحسنت ظروفه المعيشية.
وفي عام 1943م، أصبح أحد كُتّاب ولي العهد آنذاك "أحمد حميد الدين"، في مدينة تعز، وبعد فشل الثورة الدستورية، سنة 1948م، والقبض على زعيمها (عبدالله بن أحمد الوزير)، كان "الفسيل"، ضمن من سيقوا إلى سجن القلعة في مدينة حجة؛ فمكث فيه حتى سنة 1955م.
وبعد قيام الجمهورية، وسقوط الحكم الملكي سنة 1962م، عُيِّن سفيرًا مفوضًا في روسيا، ثم مستشارًا في السفارة اليمنية في القاهرة، ثم مستشارًا لوزير الزراعة بدرجة وزير، ثم وكيلاً لوزارة الأوقاف بدرجة وزير.
كانت تربطه بـ"أبو الأحرار" محمد محمود الزبيري علاقات وثيقة، وقد خرج معه إلى برط، وبعد مقتل الزبيري؛ شارك في الإعداد لعقد مؤتمر (عمران)، وبعد خروج القوات المصرية من اليمن؛ عُيّن سفيرًا مقيمًا في الصومال، وغير مقيم في كينيا، وتنزانيا، وأوغندا، ثم عُين سفيرًا لليمن في ألمانيا الديمقراطية.
وفي عهد الرئيس إبراهيم بن محمد الحمدي عُيّن مستشارًا سياسيًّا بدرجة نائب رئيس وزراء؛ ولما تولى الرئيس (علي عبدالله صالح) زمام الحكم؛ عُيّن "الفسيل"، في مجلس الشعب التأسيسي، ثم سفيرًا في العراق، ثم في لجنة الحوار الوطني، التي عوّل عليها في فضّ النزاع بين شريكي الوحدة: (المؤتمر الشعبي العام)، برئاسة الرئيس (علي عبدالله صالح)، و(الحزب الاشتراكي اليمني)، برئاسة (علي سالم البيض)، وتم الأمر بتوقيع (وثيقة العهد والاتفاق).