حذرت مصادر صحية يمنية ودولية من استمرار تفشي الأوبئة في عدة محافظات يمنية يقع مُعظمها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وذلك بالتوازي مع تأكيد تقارير أممية بتسجيل آلاف الإصابات بـ«الكوليرا» و«سوء التغذية» و«الإسهالات المائية الحادة»، في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.
وأدى التصعيد العسكري الأخير واستمرار منع حملات التحصين ضد الأمراض القاتلة وفساد وإهمال قادة الجماعة الحوثية إلى مزيد من التدهور الحاد في القطاع الصحي اليمني وخروج عدد من المرافق الطبية عن الخدمة، ما تسبب بانتشار الأوبئة في أوساط اليمنيين الذين يعاني أغلبهم من أوضاع مادية ومعيشية بائسة.
وأفادت منظمات محلية وأخرى دولية بتلقيها في الأشهر القليلة الماضية سلسلة بلاغات من عدة محافظات يمنية تخضع مُعظمها لسيطرة الجماعة الحوثية، تؤكد ظهور إصابات جديدة وحالات وفاة نتيجة أمراض وأوبئة عدة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 11.500 إصابة جديدة بالكوليرا و9 وفيات مرتبطة بالمرض في اليمن خلال الربع الأول من العام الحالي.
وأوضحت المنظمة، في تقرير لها، أن اليمن سجّل بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) الماضيين، ما مجموعه 11507 حالات إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، إلى جانب 9 حالات وفاة.
وتم تسجيل نحو 1278 حالة جديدة في آخر 28 يوماً من فترة الرصد، دون تسجيل أي وفاة إضافية مرتبطة بالمرض.
ويحتل اليمن الترتيب الرابع عالمياً من حيث عدد الإصابات بالكوليرا، في حين تؤكد المنظمة الأممية أن الصراع المسلح وحالات النزوح الجماعي والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية أسهمت إلى حد كبير في تفشي ذلك المرض، وبالتحديد في المناطق الريفية، وتلك المتضررة من الفيضانات.
ولا يزال اليمن يعاني من تفشٍّ كبير ومتسارع للأمراض والأوبئة القاتلة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، وذلك جراء تدهور البنية التحتية للرعاية الصحية بفعل الصراع المستمر.
سوء التغذية
حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» في اليمن من تفشٍّ مُتسارع لسوء التغذية في اليمن، موضحة أن ذلك يُعمق الأزمة الإنسانية المتدهورة في البلد الذي يعاني من آثار الصراع.
وأوضحت المنظمة، في بيان لها، أن سوء التغذية أزمةٌ داخل الأزمة، مؤكدة أنه زاد من هشاشة السكان إلى حد كبير، وتوقعت أن يشهد العام الحالي المزيد من تفشي الأمراض، في ظل استمرار الوضع الإنساني المأساوي في البلاد.
كما حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من ارتفاع معدل انتشار الأمراض والأوبئة في اليمن نتيجة العجز في الحصول على المياه الكافية لاستخداماتها الأساسية، في ظل أزمة ندرة المياه المزمنة التي تعانيها البلاد.
وذكر المكتب الأممي، في تقرير حديث، أن نقص موارد المياه والصرف الصحي والنظافة يُعرّض حياة الملايين من الناس في اليمن للخطر، ويؤدي إلى ارتفاع معدل انتشار الأمراض، خاصة «الكوليرا» و«الإسهال المائي الحاد» و«سوء التغذية» و«الكوليرا» وغيرها.
أعلى الأرقام عالمياً
كانت منظمة «الصحة العالمية» قد رصدت خلال العام الماضي في تقريرين منفصلين، ما يقارب من 28 ألف حالة إصابة بـ«الحصبة» وأزيد من 200 حالة وفاة مرتبطة بها، ونحو 210 آلاف حالة إصابة بمرض «الملاريا» و18 وفاة على صلة بها في اليمن.
وذكرت المنظمة أنه خلال تفشي «الحصبة» بتلك الفترة سُجِّلت 27517 حالة إصابة و260 وفاة مرتبطة بالفيروس، وهي من أعلى الأرقام عالمياً.