أخبار محلية

جماعة الحوثي أمام مفترق طرق بين التدهور الداخلي والضغوط الإقليمية والدولية

المصدر

كشف تقرير حديث عن مستقبل غامض يواجه جماعة الحوثي في اليمن، في ظل تصاعد الأزمات الداخلية وتزايد الضغوط الإقليمية والدولية التي تهدد بقاءها السياسي والعسكري. وأوضح التقرير أن الجماعة تمرّ بمرحلة حرجة تتسم بتعدد التحديات وتشابكها، ما يجعل قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة محدودة.

وأشار التقرير الصادر عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية إلى أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد تدهوراً متسارعاً، إذ يعاني المواطنون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والمياه، وتراجع حاد في الخدمات الأساسية، ما أدى إلى تصاعد حالة السخط الشعبي ضد الجماعة.

وبيّن التقرير أن الحوثيين فشلوا في تحسين مستوى المعيشة أو تقديم حلول ملموسة، الأمر الذي زاد من اتساع الفجوة بينهم وبين السكان.

وعلى الصعيد السياسي، أوضح التقرير أن الجماعة تواجه أزمة داخلية متفاقمة نتيجة الانقسامات في صفوفها، خاصة بعد تدهور علاقتها مع حزب المؤتمر الشعبي العام عقب مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقد أسفر هذا التوتر عن إقصاء قيادات من حزب المؤتمر من مواقع المسؤولية، ما أدى إلى تفاقم الخلافات الداخلية وتراجع وحدة القرار السياسي داخل الجماعة.

أما على المستوى العسكري، فقد أشار التقرير إلى أن الغارات الجوية المستمرة تسببت في خسائر كبيرة بصفوف قيادات الحوثيين، الأمر الذي خلق فراغاً قيادياً انعكس على أداء الجبهات وأضعف قدرتهم على التنسيق العسكري، مما جعلهم أكثر عرضة للتراجع الميداني.

وفي البعد الإقليمي والدولي، لفت التقرير إلى أن الحوثيين يواجهون تراجعاً في الدعم الإيراني الذي شكّل لسنوات أحد أهم ركائز قوتهم. ويأتي هذا التراجع في ظل انشغال طهران بملفات إقليمية أخرى وتراجع نفوذها في المنطقة، ما انعكس على حجم الموارد المالية والعسكرية المتاحة للجماعة.

كما زادت عزلتهم الدولية بعد أن صنّفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الجماعة منظمة إرهابية، الأمر الذي ضيّق من هامش تحركاتهم السياسية والدبلوماسية.

وخلص التقرير إلى أن مستقبل جماعة الحوثي يقف أمام ثلاثة احتمالات رئيسية متشابكة؛ أولها الاستمرار في التصعيد العسكري لتعزيز موقعها التفاوضي، وثانيها الانخراط في عملية سلام شاملة تفرض عليها تقديم تنازلات سياسية مؤلمة، وثالثها تبني نهج مرن يجمع بين التصعيد المحدود والتهدئة السياسية، بما يضمن بقاءها فاعلاً في المشهد اليمني.

وفي ختام التقرير، أكد مركز المخا أن الحوثيين يواجهون مرحلة مصيرية تتطلب مراجعة جذرية لاستراتيجياتهم، في ظل تآكل الدعم الشعبي وتراجع المساندة الإقليمية.

ومع استمرار الانقسامات داخل الحكومة الشرعية، تبقى أمام الجماعة فرصة محدودة للمناورة، إلا أن قدرتها على الصمود في المدى البعيد تظل موضع شك كبير.