سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة، سواء كان كامالا هاريس أو دونالد ترامب، أمام تحديات أمنية جسيمة، من بينها الحرب في أوكرانيا، التوترات مع الصين، والصراع المتصاعد بين إسرائيل وحماس، إلى جانب تهديد الإرهاب المستمر. في هذا السياق، يمثل الحوثيون في اليمن تهديدًا متزايدًا للأمن البحري في البحر الأحمر، حيث نفذوا خلال العام الماضي ما يقارب 160 هجومًا استهدف الشحن التجاري والبحري، مما أدى إلى خفض حركة السفن وزيادة تكاليف التأمين. الرد الأمريكي حتى الآن اعتمدت إدارة بايدن استراتيجية تقوم على الدفاع والردع والهجمات الجوية المحددة ضد الحوثيين، لكن نجاحها كان محدودًا. على الرغم من تمكن القوات الأمريكية وحلفائها من حماية بعض السفن التجارية، إلا أن الهجمات المستمرة زادت من المخاوف التجارية. وبالنسبة للردع، فشلت الجهود الأمريكية في إيقاف الحوثيين الذين يرون في الصراع مع الولايات المتحدة فرصة لتعزيز موقفهم الداخلي.
•احتمالات إدارة هاريس في حال فوز هاريس بالرئاسة، من المرجح أن تستمر إدارتها في استراتيجية مشابهة لسياسة بايدن، مع تركيز أكبر على السعي للتوسط في النزاع بين إسرائيل وحماس، إذ ترى أن جذور المشكلة تكمن في هذا الصراع. ومع ذلك، قد تجد هاريس نفسها عاجزة عن تحقيق اختراق حقيقي في هذا الملف، مما سيدفعها إلى التعامل بشكل أكثر حزمًا مع الحوثيين، ربما عبر إغلاق طرق تهريب الأسلحة الإيرانية وتوسيع نطاق الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن. لكن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية لوقف الهجمات على الشحن التجاري، خاصة مع قدرة الحوثيين على التكيف مع الضغوط الجوية وتعزيز قاعدة دعمهم الشعبي.
•احتمالات إدارة ترامب وإذا ما عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن سياسته تجاه اليمن قد تشهد تصعيدًا مباشرًا. من المتوقع أن يعيد تصنيف الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، ويستهدف قياداتهم عبر عمليات مشابهة لاغتيال قاسم سليماني. لكن من غير المرجح أن تؤدي هذه الخطوات إلى إنهاء هجمات الحوثيين، بل قد تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وتعزز سيطرتهم على المناطق التي يحكمونها. الحاجة إلى استراتيجية جديدة بغض النظر عن الفائز في الانتخابات المقبلة، تحتاج الولايات المتحدة إلى تبني استراتيجية مختلفة تستطيع من خلالها حماية الشحن البحري دون الانخراط في صراع طويل الأمد في اليمن.