أخبار محلية

مخدر الشبو.. طاحون الموت الذي يلتهم الشباب

المصدر
خاص ـ نادر محمد

في ليلة من ليالي يونيو الحارة في عدن وفي منطقة البريقة تحديدا عاد محمد الى المنزل بملامح متشنجة ووجه شديد الاحمرار، هكذا تصف امه التي تحدثت إلينا، حيث كان محمد قد جند في معسكر اللواء ٣٠ في عدن، لكنه لم ينتظم في السلم العسكري.

شعرت الأم التي استنشقت رائحة مختلفة من فم الابن انه قد تعاطى شيء ما لاتعرف ماهو، وبالذات عندما تصاعدت نوبات التشنج اتصلت بأبو محمد الذي عاد الى المنزل ليسعف الفتى ذو التاسعة عشر من العمر الى المشفى المجاور بحسب الناشطة الشبابي (ح ك)، التي تواصلنا بها عن طريق منظمة شبابية لكتابة التحقيق..

تقرير الطبيب التشخيصي اوضح ان الشاب تعاطى مخدر يسمى الشبو، وهو الأسم الذي عرفه الطبيب من محمد بعد ان فاق، ما أثار استغراب الطبيب الذي فاجأ الأم المفجوعة بقوله وهو يشير الى صورة في هاتفه: "هذا المخدر ذو الجرع التخديرية الخطرة وتم استخدامه من قبل محمد بشكل ملفوف مخلوط بتبغ السجائر العادية وملفوف بورق خاص تدعى الشرشف ".

الانتشار الواسع للشبو

قادتنا قصة محمد لتتبع هذه الظاهرة المميته، التي تبدو كطاحون موت يلتهم حياة الشباب، حيث تنتشر في محافظات حضرموت والمهرة وعدن وتعز واب وصنعاء، ونتيجة لشح المعلومات وصعوبة الوصول الى المصادر تحدثنا للجهات الرسمية للتعاون من خلال دائرة الشباب برئاسة الجمهورية في عدن وهي دائرة تم استحداثها مؤخرا ومن ضمن خططها برنامج حماية الشباب من الظواهر الخطرة من بينها مخدر الشبو

زودتنا الدائرة بما توفر لديهم من معلومات علمية عن مخدر الشبو الذي يتم تصنيعه من مادة "الميثا أمفيتامين" وهي مادة تنتمي لصنف المواد المنشطة العالية التي تصيب المتعاطي في فترة زمنية قصيرة وتنتشر وسط الشبابنتيجة لرخص ثمنها وعدم تعرف الجهات الصحية والأمنية عليها في وقت مبكر لمكافحة جريمة التهريب..

يقول محمد المقبلي وهو رئيسد دائرة الشباب، إن رصدهَم لهذا الخطر مستمر ومتواصل وانهم وفق الامكانات المتوفرة والمعلومات سيعدون تصور كامل عن هذا الخطر الذي يهدد الشباب ويتم رفعه للرئاسة من اجل دعم الخطة الشاملة لمكافحة الشبو، قبل ان تتوسع الكارثة التي تنتشر كل يوم.

 ويشرح المقبلي الخطر الصحي والاجتماعي لمخدر الشبو، الذي يجعل مدمنه فاقد السيطرة العقلية وقد يرتكب الجريمة اضافة للدمار الصحي العصبي الذي يسببه المخدر للشاب المتعاطي، حيث يعمل  المخدر على تحفيز الجهاز العصبي واتلاف خلايا الدماغ بشكل كامل.

 وبحسب تقرير بعثه المقبلي يشير الى " ان جرعة واحدة زائدة من مخدر الشبو، مميتة للمتعاطي..."

جهود مكافحة الشبو

ومن خلال تتبعنا وتوصلنا مع جهات امنية لجأت كصحفية للتواصل مع اقسام شرطة ومرافق صحية، حققت في بعض قضايا التعاطي ولم تمنحني تقرير مفصل، لكنها افادت ببعض المعلومات ،حيث اوضحت تلك الافادات بأن تعاطي مخدر الشبو يكون بطرق عديدة، إما عبر الحقن او الاستنشاق او التدخين سيجارة او شيشة والتي منها يبدأ مسلسل الادمان المميت.

التفاصيل التي حصلنا عليها هي التي دفعتنا للتبع خيوط طاحون الميت الذي يلتهم حياة الشباب، وخصوصا انه موضوع لم يتم تسليط الضوء عليه اعلاميا بشكل مفصل، وهو مادفعني لمحاولة معرفة من يقف خلف هذه الجريمة التي تشبه تهريب الموت الى اليمن في مرحلة تعيش البلد، مأساة مركبة تحصد ارواح الشباب فمن لم يمت بالحرب مات بالشبو.

تبعنا الاخبار المتعلقة بمهربي الشبو، لم نتمكن من الحصول على تفاصيل الا تلك المتعلقة بالقاء القبض على شبكة مهربين بمحافظة المهرة.

ففي الأول من يونيو الراهن اعلنت شرطة محافظة المهرة، أنها ضبطت ستة من مهربي المخدرات، كانوا يحملون الجنسية الإيرانية في سواحل المحافظة .

بحسب مركز المهرة الإعلامي الذي اكد أن "الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط (لنش) بحري علي متنه ستة بحارة يحملون الجنسية الايرانية يقومون بتهريب المخدرات ( الشبو -الكرستال ميث )."

وأوضح مركز المهرة الاعلامي (جهة حكومية)، أن العملية التي نفذها رجال البحث الجنائي جاءت بعد رصد ومتابعة دقيقة استمرت قرابة الشهر، مشيرا إلى أنه سبق ضبط كميات كبيرة.

حضرموت هي الأخرى تعاني انتشار مخدر الشبو وسط الشباب رغم الاحكام الرادعة بالاعدام التي تمت بحق مهربين ومتاجرين بالشبو، الا ان الظاهرة والمصابين في تكاثر وينتظر الشباب جهود مكافحة عالية المستوى تنفذهم من طاحون الموت.