تواجه قرية خبزة التابعة لمديرية القريشية بمحافظة البيضاء، حملة عسكرية حوثية، وصفتها الحكومة بالإرهابية، على خلفية ادعاءات بوقوف أهاليها وراء استهدف نقطة عسكرية للجماعة في وادي الثعالب القريب منها.
وعلى الرغم من نفي الأهالي وتوقيعهم على وثيقة مع مشرفي الحوثي تنص على "البراءة من مُنفّذ الهجوم في حال ثبت أنه من أهالي القرية" "إلا أن مسلحي الجماعة قاموا بفرض حصار خانق على القرية من كل الاتجاهات، ومنعوا دخول الدواء والغذاء إلى أهالي القرية.
ووفق منظمة سام للحقوق والحريات، بدأت الجماعة الحوثية منذ مساء الثلاثاء "هجوما مازال مستمرا، استهدف قصف القرية بمختلف الأسلحة الثقيلة ما تسبب بمقتل عشرة مدنيين بينهم طفلتين وامرأة وإصابة ما لا يقل سبعة آخرين فيما لا يزال عدد من الأهالي مفقود لا يعرف مصيره حتى الآن.
كما تضررت واحترقت أكثر من ثمان منازل، إضافة الى تضرر آبار مياه الشرب ومزارع القات الخاصة بالمواطنين.
وأضافت المنظمة الحقوقية: أن مليشيا الحوثي المسلحة حوّلت قرية "خبزة"، إلى قرية أشباح جراء الدمار والخراب، حيث قتلت نحو 43 مدنيا بين شيخ وشاب وامرأة وطفل، وأصيب نحو 86 آخرين.
كما هجّرت أكثر من257 أسرة من القرية وتم تسوية 16 منزلًا بالأرض بشكل كامل ودُمر30 منزلاً بشكل جزئي وتضرر نحو 50 منزل بأضرار متفاوتة، إلى جانب تضرر مدرسة ووحدة صحية كانت عبارة منزل لأحد المواطنين حيث تم إفراغه لاستقبال الجرحى المدنيين بالإضافة إلى مسجدين أحدهما دمر بالكامل والثاني تضرر.
يشار الى أن قرية خبزة من أكثر المناطق التي واجهت ميليشيا الحوثي منذ اجتياح الحوثي محافظة البيضاء بحجة محاربة الإرهاب أواخر العام 2014 ومطلع 2015، قبل أن تتمكن الميليشيا من اجتياحها وتمارس بحق أبنائها أبشع الجرائم حيث هدمت منازل ومساجد وهجرت الأهالي الذين مارست بحقهم مختلف أشكال التنكيل.
ووفق تقارير حقوقية، فقد تعرضت القرية وسكانها لأكثر من 800 انتهاك منذ اجتياح مليشيا الحوثي لها في نوفمبر 2014م.
وساطة محلية
زعماء قبائل في البيضاء حاولوا التوسط لدى الميليشيات الحوثية لوقف الهجوم غير أن مساعيهم اصطدمت برفض قادة الجماعة الذين يريدون سكان القرية وإخضاعها طبقاً للمصادر ذاتها التي رصدت مقتل حوثي وجرح آخرين إلى جانب بعض الأسرى، غير أن الجماعة حشدت المزيد من قواتها في سياق سعيها للانتقام.
وعلى وقع هذه التطورات ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوة للمسارعة للتدخل الحكومي والأممي لإنقاذ سكان القرية.
ودعت الناشطة الحقوقية هدى الصراري، الدول الراعية لعملية السلام في اليمن والمبعوث الأممي ومجلس الأمن إلى إدانة خرق الهدنة من الحوثيين، وإلى التوقف عن مهاجمة القرى والمناطق وآخرها قرية خبزة، وقالت في تغريدة على «تويتر» إن «تساهل المجتمع الدولي أصبح دعوة للحوثيين لإراقة المزيد من دماء اليمنيين وفرض الحصار عليهم».
في ذات السياق، قالت الحقوقية اليمنية إشراق المقطري إن الهدنة تقضي بوقف إطلاق النار في كل المناطق وعدم استغلال الفترة في تصفية الحسابات أو التحشيد، واقتحام القرى وفرض الحصار عليها، كما يحدث لقرية خبزة التي يتعرض سكانها للحصار منذ أسبوع ويتم قصفها بأسلحة حوثية مختلفة.