قال طلاب يمنيون يدرسون في روسيا إن لهم زملاء عالقون منذ فترات مختلفة تمتد لأشهر في جمهورية "أبخازيا" المحاذية لروسيا، في حين ترفض السفارة والقنصلية اليمنية في موسكو التعاون معهم، رغم الخطر الذي يتهددهم بالفصل من جامعاتهم وحرمانهم من مواصلة التعليم الجامعي.
وأوضح الطلاب أن ثمانية من زملائهم على الأقل بينهم فتاة يمنية (طالبة) عالقون في "أبخازيا" منذ أشهر بعضهم مر عليه حمسة أشهر، حيث لم يتمكنوا من العودة الى الأراضي الروسية لمواصلة تعليمهم الجامعي أو العودة إلى اليمن.
حسب الطلاب الذين تحدثوا لـ"المصدر أونلاين" فإن زملاءهم العالقين يدرسون في مستويات وأقسام مختلفة بالجامعات الروسية، ومضى على بعضهم من خمسة إلى ستة أشهر وهم عالقون في جمهورية "ابخازيا" غير المعترف بها دوليا، والمعترف بها من الحكومة الروسية.
وترفض السفارة اليمنية في موسكو التعاون مع هؤلاء الطلبة العالقين منذ فترات طويلة، رغم إشعارهم بذلك لأكثر من مرة، فيما قدمت سفارات بلدان أخرى مساعداتها لطلاب تلك البلدان الذين كانوا عالقين.
وقال أحد الطلبة المتابعين لقضية العالقين لـ "المصدر أونلاين" إنهم عالقون بانتظار دعوة من جامعاتهم التي يدرسون فيها، أو خطاب من السفارة اليمنية في موسكو يتضمن أسماءهم إلى السفارة الروسية في "أبخازيا" للحصول على تأشيرة دخول.
وتتطلب عودة الطلاب إلى روسيا لمواصلة دراستهم إرسال السفارة اليمنية بأسماء طلاب اليمن العالقين لسفارة موسكو في "أبخازيا"، ليتمكنوا من الدخول إليها للحصول على فيزا (ترانزيت)، حتى لمن لم يتم إرسال الدعوات لهم من قبل جامعاتهم، وحسب الطلبة فإن ذلك سيمكنهم دخول روسيا لمدة ثلاثة أيام (ترانزيت) ومن ثم يغادرون إلى اليمن.
الجهات الروسية في "أبخازيا" طالبت الطلاب العالقين بخطاب رسمي من السفارة اليمنية، وأبلغوها بذلك لكنها لم تعمل لهم شيئا رغم بساطة الأمر وهو إرسال أسمائهم، الطلبة صاروا يواجهون خطر فقدان دراستهم، ومهددين بالفصل من الجامعة (حسب زميلهم).
حتى خيار العودة إلى اليمن يبدو متعذراً أمام الطلبة العالقين لأنه لا يوجد مطار في "أبخازيا"، وهذا يعني ضرورة دخولهم الى الأراضي الروسية والعودة عبر رحلات جوية بلد اخر ومنها الى اليمن.
وعن سبب سفر الطلاب من روسيا إلى "أبخازيا" يقول الطالب المتابع لقضيتهم، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الفيز الروسية الخاصة بهم انتهت وأن الخيار الوحيد الذي كان أمامهم هو السفر إلى أقرب دولة، على أمل أن ينتظروا حتى ترسل لهم الجامعات الدعوات ويستخرجوا فيز أخرى من سفارة موسكو في "أبخازيا" ومن ثم يعودون لمواصلة مشوارهم التعليمي.
ولفت المصدر الى أنه عند تأخر إرسال الجامعات الروسية الدعوات لطلاب من الكونغو كانوا عالقين، قامت سفارات بلادهم بإرسال أسمائهم إلى السفارة الروسية هناك وحصلوا على الفيز وعادوا مجددا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتنصل السفارة اليمنية في موسكو من مسؤولياتها، تجاه اليمنيين بروسيا والمناطق المحاذية لها، حيث شرح مستشفى روسي مؤخرا جثامين أربعة يمنيين توفوا بحادث مروري قبل 20 يوما، كجزء من التطبيق الجامعي لطلاب في كلية الطب بإحدى الجامعات، دون أن تتدخل السفارة رغم طول فترة مكوثهم في ثلاجة المستشفى، ومطالبتهم بإيقاف التشريح ونقلهم الى اليمن.
ومنتصف الشهر الماضي ناشد الشاب اليمني هيثم مصطفى عبد العزيز الهتارى، المحتجز في سجون السلطات الروسية بمدينه أوريول، منذ 5 أشهر، في رسائل مكررة اطلع عليها "المصدر أونلاين"، السفارة اليمنية والقنصل في موسكو، التحرك لمتابعة قضيته والإفراج عنه لكي يعود إلى اليمن بين أفراد أسرته.
وبين الحين والأخر يشكو اليمنيون في روسيا بمن فيهم الطلاب عدم تجاوب السفارة والقنصلية مع قضاياهم التي تحدث من وقت لأخر، وتتطلب تدخل السفارة كجهة رسمية مخولة لذلك.
المصدر أونلاين