فن

شاهد كيف يحول الموسيقيون في أوكرانيا الغضب إلى أناشيد وطنية

المصدر
أ ف ب

مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الثالث، جعل الموسيقيون الأوكرانيون مهمتهم توجيه الغضب والاندفاع الوطني للشعب إلى أناشيد مجيشة للعواطف.

رسالة أغنية "بلدي" الأخيرة للفنان أرسن ميرزويان بسيطة: ابقوا في أوكرانيا وقاتلوا. تقول هذه الأغنية "لم أعد خائفا، لم أعد موجودا بدونك، وإذا كان هذا بلدي، فسيبقى بلدي".

كلمات هذه الأغنية نابعة من قلب مغني الروك الأوكراني الذي كتبها أثناء وجوده في الخطوط الأمامية في معركة كييف في الأيام الأولى من الغزو الروسي.

وقال لوكالة فرانس برس "أردت رفع معنويات الذين يترددون بين البقاء والفرار. أردت دعم الذين قرروا البقاء في كييف" عارضا على هاتفه صور جثث ومعدات روسية مدمّرة وحفلات مرتجلة.

 

أدت الموسيقى دورا مهما في مشاهد القتال ضد الجيش الروسي، على سبيل المثال قصيدة لطائرات مسيّرة تركية أو إعادة دمج أغنيات شعبية على "تيك توك" على خلفية دبابات مدمّرة.

يساهم فنانون من أنواع موسيقية مختلفة في هذه الظاهرة، من "بلاك ميتل" إلى فرقة "كالوش أوركسترا" التي فازت في "يوروفيجن".

وقال أوليغ بسيوك قائدة "كالوش أوركسترا" للصحافيين بعد المنافسة "الفوز مهم جدا بالنسبة إلى أوكرانيا".

- "تعطش للنصر" -

ترك موسيقيون آخرون آلاتهم لحمل السلاح، مثل فرقة الروك أنتيليا التي عادت لفترة وجيزة إلى كييف في أيار/مايو لتؤدي أغنية "ستاند باي مي" مع بونو وذي إدج من المجموعة الإيرلندية "يو 2" في مترو العاصمة الأوكرانية.

وعبر الأثير، تبث المحطات الإذاعية الأغاني الوطنية التي تشيد بشجاعة المقاتلين الذين يدافعون عن البلاد والقصائد حول وحشية الحرب.

وأوضحت يوليا فينيتشنكو مديرة البرامج في إذاعة "إن ار جي" في كييف "نحن ندرك أن هذه حربا طويلة ونحتاج إلى قوات"، فيما تم تغيير شعار المحطة إلى "مزاج الانتصار".

 

وقالت منسقة الأغاني يانا مانويلوفا عن الأغنيات التي تختارها لبرنامجها الصباحي على "إن ار جي" إن "كل الأغاني مرتبطة بالحرب بطريقة أو بأخرى. إنها تتعلق بمزاج مختلف، الكآبة والحزن والألم والتعطش للنصر".

وأضافت "أنا معجبة جدا بالسرعة التي تفاعل بها الفنانون الأوكرانيون مع الحرب في ما يتعلق بالإبداع"، مشيرة إلى أنها ظاهرة حدثت بين ليلة وضحاها على ما يبدو.

وانتقل موسيقيون آخرون من الكلمات حول الاحتفال والرومنسية إلى الأغاني الحربية التي تتغنى بالروح القتالية الأوكرانية.

ومن أشهر الأمثلة على ذلك ماكس بارسكي الذي عرف قبل الحرب بأغنيات حول "الحانات التي تقدم الشيشة" وفقا لدانيلو خوموتوفسكي المؤسس المشارك لراديو "أريستوقراتس" في كييف.

وأحدث أغنية لبارسكي بعنوان "لا تعبثوا مع أوكرانيا" هي ابتعاد جذري عن أعماله السابقة، وكانت بمثابة صرخة حشد شعبية.

- أناشيد حربية -

قال دانيلو خوموتوفسكي "أعتقد أن المشهد تغيّر" موضحا أن معظم الفنانين تجنبوا السياسة في الماضي لكنهم بدأوا الآن معالجة مواضيع أكثر جدية في أغانيهم.

وأضاف "بدأوا يتصرفون كأنهم يتحملون مسؤولية التأثير على الآخرين -- مئات، آلاف، ملايين".

تنشر العديد من أغاني الحرب جوا من الانتصار رغم التقدم العسكري الواضح للجيش الروسي أخيرا في شرق البلاد.

 

وحتى وسط الدمار الذي خلفته الحرب، يستمر بعض الأوكرانيين بالاحتفال.

وخلال احتفال أقيم الأربعاء في إحدى ضواحي كييف، قدمت فرقة "أوشيريتيانيي كيت" استعراضا فوق دبابة روسية متفحمة وأدت أغنية جديدة اسمها "جافلين" تيمنا بهذا النوع من الصواريخ التي زودتها إياها الولايات المتحدة.

وأوضح مغني المجموعة سيرغي تياغنيريادنو "لا يمكن أن ننشد أغاني عاطفية في الوقت الحالي. هذا ليس مهما".