وقف موظفو الأمم المتحدة يوم الاثنين دقيقة حدادا على أكثر من 100 من زملائهم الذين قتلوا في غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية الشهر الماضي، بينما نُكست أعلام المنظمة الدولية حول العالم.
ووقف موظفو الأمم المتحدة في مكاتب جنيف منكسي الرؤوس، بينما أُضيئت الشموع حدادا على 101 موظف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفقا لرويترز.
وانضم موظفو بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ومكاتب الأمم المتحدة في اليمن إلى زملائهم في الأمم المتحدة في وقفات حداد على قتل الأمم المتحدة في قطاع غزة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، "ننضم اليوم مع أسرة الأمم_ لمُتحدة للحداد على رحيل أكثر من 100 زميل من أنروا، ومن أفراد عوائلهم في غزة. منهم المعلمون ومدراء المدارس والأطباء والمهندسين والحراس وموظفو الدعم.
وأضافت في تغريدة على منصة إكس "نحن نشيد بهم؛ إذ مثلوا أفضل ما يمكن للإنسانية أن تقدمه لشجاعتهم ورحمتهم وإخلاصهم لخدمة الآخرين".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، "إنه وبالإضافة إلى مكاتب الأمم المتحدة في اليمن، وفي كافة أنحاء العالم ينكسون الأعلام، ويعلنون الحداد تكريما لزملائنا في الأمم المتحدة الذين قتلوا في غزة".
وأضاف: "العاملون في المجال الإنساني والمدنيين ليسوا أهدافا".
ونظم المكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو لدولة مجلس التعاون الخليجي واليمن "دقيقة صمت على أرواح جميع زملائنا في الأمم المتحدة الذين قضوا في أثناء تأديتهم عملهم في غزة، وعلى الضحايا المدنيين للصراع الجاري.
وبالمثل شهدت مكاتب الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة حول العالم وقفات حداد وتضامن مع زملائهم القتلى وعائلاتهم المحاصرة في قطاع غزة.
وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن بعض موظفيها لاقوا حتفهم أثناء وقوفهم في طابور للحصول على الخبز، بينما قُتل آخرون مع عائلاتهم في منازلهم في القصف الجوي والتوغل البري الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه قتل خلال الأسابيع الأخيرة عمال الأمم المتحدة أكثر من أي فترة مماثلة في تاريخ المنظمة الدولية.
وتأتي نيجيريا في المرتبة التالية لغزة كأكثر الصراعات دموية لموظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، حين هاجم انتحاري مكتبهم في أبوجا عام 2011 في ظل فترة شهدت عمليات نفذتها جماعات إسلامية في البلاد؛ مما أسفر عن مقتل 46.
ولليوم الـ 38 على التوالي، تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، شنّ غاراتها المكثفة على قطاع غزة، مخلفة وراءها سلسلة من المجازر الجماعية، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال التي تحاول التوغل في القطاع في عدة محاور.
وتفرض إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة، الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، وتقصفه بضربات جوية لم يسبق لها مثيل في الشدة والكثافة، في محاولات يائسة للقضاء على حركة حماس، بعد أن عبر مقاتلوها السياج المحيط بالقطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وقتلوا 1200 إسرائيلي.
الجدير بالذكر أن منظمة أونروا، تأسست عام 1949 في أعقاب حرب 1948، وهي تقدم خدمات عامة تشمل المدارس والرعاية الصحية والمساعدات. وكثيرون من موظفي أونروا العاملين في قطاع غزة والبالغ عددهم خمسة آلاف هم لاجئون فلسطينيون أصلا.