أعلن المتحدث العسكري لمليشيا الحوثي يوم الثلاثاء أنهم أطلقوا عدة صواريخ وطيران مسير تجاه إسرائيل، "نصرة لغزة" وفق الوصف الحوثي، مضيفا أن مليشياته نفذت هجمات بلغ عددها ثلاث مرات، دون الكشف عن حجم الهجوم.
تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صوراً لآثار صواريخ وشظاياه في منطقة المدورة بمحافظة "معان" الأردنية، ليس هناك أي تأكيد رسمي من الأردن حتى الآن عن مصدر الصواريخ أو صحة تلك الروايات والصور المتداولة على وسائل التواصل.
كانت القوات الأمريكية أعلنت في 12 أكتوبر أنها تصدت لصواريخ حوثية وطيران مسير، قبالة السواحل اليمنية، دون الكشف عن وجهاتها، ولم يعلن أي جهة أو طرف أين كان الهجوم الثاني، بينما قال المتحدث باسم جيش العدو الصهيوني، اليوم الثلاثاء، إنهم اعترضوا صاروخاً واحداً قادماً من جنوب البحر الأحمر.
الهدف الحوثي
وفق البيان الذي أدلى به الناطق العسكري باسم مليشيا الحوثي فإن هجماتهم الصاروخية والطيران المسير، مستمر حتى توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة.
تشير تقديرات غير رسمية وصور على منافذ التواصل الاجتماعي أن هجمتين حوثيتين وقعتا حتى الآن في مصر وفي الأردن إلى الغرب والشرق من دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينما اعترضت المدمرة الأمريكية الهجمة الثالثة.
يقول الدكتور علي الذهب أن الهجوم الحوثي رمزي، وهو رسالة من جانب إيران، واستخدمت وكيلها الحوثي في الهجوم. لكنه يطرح نقطة مهمة: بيان الحوثي لم يذكر تفاصيل الهجمات تحديدا، وإنما جاء حمال أوجه، وربما قام به فصيل أصغر، وتبناه الحوثي بتخطيط إيراني".
ويهدف الحوثي من الهجوم إلى "تحقيق دعاية لإيران والحوثي وسمعة بأنهم تحركوا في مواجهة ما يقولون إنه عدوهم" وفق الدكتور علي الذهب.
ودخل الهجوم الصهيوني البشع على غزة الذي تجاوزت في وحشيتها وحشية الهجوم على اليابان بالنووي الأمريكي في نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث بلغت الأطنان المتفجرة على غزة من قبل الصهاينة أكثر من 24 ألف طن، بينما لا تتجاوز القنبلة النووية الأمريكية الملقاة على اليابان 18 ألف طن من مادة "تي إن تي المتفجرة".
لا رد فعل
رغم التصريح الحوثي بأنهم شنوا هجمات ومستمرون بتلك الهجمات، فإن رد الفعل الأمريكي تجاهها مازالت لا تثير أي رد فعل على الإطلاق حتى وعيد بالتصريحات.
عندما كشف البنتاغون قبل أسبوعين عن اعتراض المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" صواريخ باليستية وطيران مسير قال إنه إذا قرر الرد على تلك الهجمات فسيعلن عنها، مع أنه كشف أنه لا يعرف يقينا هدفها.
وفي اليوم الرابع والعشرين من الهجوم على غزة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية وقناة الجزيرة نقلاً عن المتحدث باسم الجيش الصهيوني اعتراض صاروخ من جنوب البحر الأحمر، لم يكشف مصدر الصاروخ ولا توعد بالرد عليه.
ورداً على تلك الهجمات قال المتحدث باسم الجيش الصهيوني، مساء الثلاثاء، دانيال هيجاري إن جيشه يركز على المعركة في غزة والتهديدات الأمنية، ولن يشتت جهده على غير غزة. وأن الهجوم الحوثي المزعوم ليس سوى صاروخ واحد من نوع أرض أرض.
بينما نقلت قناة "إن بي سي إن" الأمريكية، مساء الثلاثاء، أيضاً عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن الهجوم الحوثي لم يهدد القوات الأمريكية.
قال هشام المسوري إن ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية على الهجمات الحوثية لا تزيد عن الإبلاغ عن وقوع هجمات، وفي تعليق أدلى به لـ"المصدر أونلاين" يقول هشام وهو كاتب وباحث سياسي "هجمات المليشيات التابعة لإيران على المصالح الإسرائيلية والأمريكية لا تثير حساسية لديهم على الإطلاق"، ويضيف "ببساطة، إيران ومحورها لا يشكلان خطورة كبيرة على الجانب الإسرائيلي ولا على المصالح الأمريكية رغم وجود نقاط تنافس وخصومة بينهم في عدة نقاط".
تجاهل فلسطيني
بعد ساعات من تبني الحوثي الهجمات رسمياً، لم يلق الهجوم أي رد فعل حتى من الجانب الفلسطيني، أكثر من ذلك، ظهر أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام يدعو أحرار الأمة ومجاهديها للمشاركة بكل ما يستطيع والتقاط الفرصة وخوض غمار المعركة التي تدور رحاها حاليا في غزة.
وعلق عدة مرات بأن إسرائيل ستعمل فقط على تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية الحوثية.
تعليقاً على خطاب أبوعبيدة قبل يومين قال أيمن نبيل الباحث اليمني في صفحته على تطبيق إكس "كما أنه خدش (من يزعمون أنهم حلفاء المقاومة) من جديد بالدعوة للانخراط في المعركة".
ووصف أيمن نبيل مبرر تلك الدعوات مرات ومرات بأن المعركة صعبة.
وتوقع أيمن نبيل في تعليق خاص لـ"المصدر أونلاين" بأن الحوثي لن يتدخل وأضاف "واضح أن الحرب، حرب على غزة وحماس والمقاومة الفلسطينية في القطاع، استئصال وأن هذا المحور إذا كان فعلاً يضع فلسطين أولويته القصوى فعليه أن يتدخل. لكنه لن يتدخل.. وسيتضح أكثر للناس أن هذا المحور قضيته الأولى إيران ومصالحها الأساسية". سياق الهجمات الحوثية.. مأزق إيران قال وزير الخارجية الإيراني الثلاثاء إن بلاده لن تتدخل في الحرب، لكنه قال إن حلفاءها قد يتدخلون. يؤكد الحوثي في كل خطاباته وبياناته أنه جزء لا يتجزأ من محور إيران الذي يسمونه محور المقاومة.
تعتقد أمل العالم الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني أن الهجمات جاءت من واقع المأزق الإيراني، وأضافت أمل العالم في حديث لـ"المصدر أونلاين" "إيران في مأزق حقيقي؛ عدم تدخلها في حرب غزة يضع كل قوتها الناعمة والخشنة على المحك في المنطقة".
وتؤكد "العالم" أن الهجمات الحوثية حذرة وتراعي المصالح الأمريكية ولا تريد أيضا توسيع المعركة، وفقاً للنظرة الإيرانية.
وتضيف أمل العالم: "تحركات الحوثي برأيي هي فقط للتغطية على الوضع ومحاولة إبراز أن محور (الممانعة) بقيادة إيران يقف الى جانب غزة".
ونقلت رويترز عن مهند الحاج علي من مركز كارنيغي تعليقا على تبني الحوثي لهجمات صاروخية: هجمات الحوثي في الوقت الحالي "تتعلق بالرسائل أكثر من كونها تهديدًا عسكريًا حقيقيًا".
مقدمة للهجوم على مارب
وبينما تطغى الهجمات الإجرامية الصهونية على المدنيين والمنازل والسكان في غزة على أي أحداث أخرى، وعدم تداولها إعلاميا بشكل مكثف كما كانت تطمح إيران، باستثناء وسائل إعلامها، بدأ القادة الحوثيون يلوحون إلى توجيه صواريخهم وطيرانهم المسير تجاه مأرب والمحافظات المحررة.
وقال عبدالله محمد النعمي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي إن أمريكا وإسرائيل تفتعل جبهات في الداخل اليمني لتشتيت قيادة المليشيا عن مواصلة شن الهجمات، وبالتالي يتوقع أن يهاجم الحوثي بصواريخه وطيرانه المسير المناطق المحررة ويقصفها كما تفعل إسرائيل، باسم محاربتها.
ولم يشر النعمي إلى أي جبهة تحاول إشغاله، غير أن سلسلة من العروض العسكرية والمسيرات والمناورات بالذخائر نفذها الحوثي خلال الثلاثة الأسابيع الماضية كانت في محيط مأرب، حيث نظموا عرضا عسكريا في البيضاء جنوب غرب مأرب منتصف أكتوبر، ثم نفذوا مسيراً عسكرياً شمال غرب مأرب وتحديدا في المنطقة الفاصلة بين نهم صنعاء والجوف، وكانت مناورتهم العسكرية الكبيرة التي وضعت أهدافا مفترضة عليها أعلام إسرائيلية وأمريكية، بين صحراء الجوف ومفرق الجوف شمالي مأرب.
وقال تقرير ليمن مونيتور إن الحوثي يحضر لجولة عسكرية جديدة نقلا عن عدة مصادر حوثية، لكن الموقع افترض أن مسارح المعارك قد تكون محافظتي حجة وصعدة والحدود السعودية هناك، بعد هجوم حوثي ومعركة هناك بين المليشيا والجيش السعودي قبالة جيزان.