بينما تتساقط القنابل الإسرائيلية على رؤوس الفلسطينيين في قطاع غزة، وتدك المستشفيات بما فيها من جرحى ومرضى، يطل بما يسمى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" وعضو مجلس القيادة الرئاسي ليجدد مرة أخرى تأييده لقرار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة المحاصر.
عيدروس الزبيدي المسير من دولة الإمارات يصدر بيانا بأنه التقى سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن، ستيفن فاجن، لما قيل إنه مناقشة المستجدات السياسية ذات الصلة بجهود إحلال السلام والتسوية السياسية في اليمن.
وأكد الزبيدي في بيانه ، "دعم جهود الاستقرار والسلام في المنطقة من خلال ما تضمنّه الاتفاق الإبراهيمي "، الذي تم الإعلان عنه إبان التطبيع بين الإمارات والبحرين والاحتلال الإسرائيلي في العام 2020
وسبق أن بارك الزبيدي، قرار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في مقابلة له في قناة "روسيا اليوم" وقال إنه لو تمكن من الحصول على اعتراف بدولة انفصالية جنوبي اليمن، فإنه سيطبّع مع إسرائيل.
تسويق "رخيص"
يرى الأكاديمي اليمني عبدالمجيد الخالد ، بأن عيدروس الزُبيدي لن يحصد وزبانيته من إعلان استعداده لإقامة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أكثر من خيبة جديدة وانكشاف أهدافه الخبيثة، التي تريدها دولة الإمارات في اليمن عبر أدواتها.
وأضاف الخالد أن "تلويح عيدروس الزُبيدي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني هو إعلان بالنيابة عن الممول الاماراتي، لأنه يعرف بأن التطبيع، لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع ، ولكن الزُبيدي يريد البحث عن دعم للانفصال، حتى التحالف مع الشيطان لتحقيق مصالحه الوهمية".
وأكد الخالد أن الأصوات النشاز المتواطئة مع موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل أدوات صنعها المحتل الإماراتي لا تمثل أبناء الجنوب”.. معتبراً أن تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خلال لقائه السفير الأمريكي لدى اليمن “لا تمثل أبناء المحافظات الجنوبية وإنما تعبر عن مدى السقوط الأخلاقي والقيمي لتلك الأدوات التي لا تمثل إلا نفسها وممولها الإماراتي , الذي تلقى ضربة قوية من رجال المقاومة بعملية طوفان الأقصى".
وجدد الأكاديمي اليمني: “تصريحات الانتقالي حول التطبيع مع إسرائيل، بينما الطائرات الإسرائيلية تذبح أبناء غزة، تدل على عدم وجود القيم والمبادئ، وتدل على تبعية هذا المكون للإمارات وواضح أن التطبيع سياسة إماراتية، وهم ليسوا إلا موظفين في بلاط محمد بن زايد".
وتابع" هذا يدل على ضعف هذه الشخصيات وهزالة الدور الذي يقومون به البعيد عن الواقع ، فهم ليسوا مؤهلين لشيء بعد خيانتهم لليمن والعمل على تقسيمه من أجل مصالح الكفيل الخارجي ".
الإمارات وخيبة التطبيع
تلقى النظام الإماراتي خيبة أمل شديدة على إثر التطورات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة بفعل عملية المقاومة الفلسطينية، ضد الحليف الإسرائيلي، بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري.
تلقت أبوظبي ما حدث لـ"إسرائيل" على أيدي المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى ،بصدمة شديدة وحالة من الغضب والاستياء من هشاشة إسرائيل في مواجهة عملية المقاومة الفلسطينية.
وبحسب مراقبين فإن أبوظبي شعرت بالقلق البالغ على مصير التحالف مع إسرائيل على خلفية ما تعرضه له من ضربات غير مسبوقة من المقاومة الفلسطينية، وكشفت ضعف الجانب الاستخباراتي والعسكري، لدولة ذهبت الإمارات إليها لتشعر بالأمن ولكنها رأت هشاشة الكيان الذي ظل يتفاخر لعقود بالقوة الاستخباراتية، وبأنه يمتلك الجيش الذي لا يقهر في المنطقة .
وسارعت دولة الإمارات لتوجيه رسالة دعم وتضامن عبر قنوات دبلوماسية متعددة إلى إسرائيل رئاسة وحكومة وجيشا وأبدت استعدادها لتلبية كل ما يطلب منه لإسناد الدولة العبرية، في مواجهة التهديدات بحسب مصادر عبرية.
إعلاميا، أعربت الإمارات عن قلقها الشديد إزاء ما أسمته “تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين”، على خلفية عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية.
ومن جانب آخر شدّدت الإمارات في بيان لوزارة الخارجية على ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين، وأدانت ما قامت به حركة حماس ضد المدنيين , وقدمت خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة.
الإمارات تتآمر
كشفت وسائل إعلام عبرية عن تأمر دولة الإمارات مع إسرائيل في أخطر مخطط لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء المصرية ودول أخرى.
وقالت شبكة "روتر نت" الإخبارية إن الإمارات تساعد الولايات المتحدة الأمريكية في “الضغط على مصر” لقبول لجوء سكان غزة إلى أراضيها بالتزامن مع استمرار حرب إسرائيل على القطاع للأسبوع الثاني.
وذكرت الشبكة أن “الأمريكيين والإماراتيين يحاولون الضغط على (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي لقبول سكان قطاع غزة مقابل سلسلة من المزايا الاقتصادية والأمنية".
ويؤكد الفلسطينيون أن تمرير مخطط تهجير سكان غزة باتجاه سيناء أو غيرها من الدول سيكون بمثابة تصفية علنية للقضية الفلسطينية ونكبة جديدة على غرار ما جرى عام 1984 عند قيام كيان إسرائيل حسب ما جاء في خطاب القيادي في حماس إسماعيل هنية.
وتصدر وسم #اولاد_زايد_صهاينه_العرب الترند على منصة "إكس" عربيا وإسلاميا تنديدا بالمواقف الخيانة لدولة الإمارات في دعما المفتوح لإسرائيل واصطفافها معها في حربها المفتوحة على الفلسطينيين، وفتح قاعدة الوكرة الجوية ,لاستقبال سرب من طائرات أمريكية تساند إسرائيل في حربها على حماس ,حسب صحيفة وول ستريت جورنال.
وأجمع المغردون من مختلف الدول العربية والإسلامية على التنديد بموقف أبوظبي المتحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب فلسطين ومقاومتها.
يأتي ذلك فيما تم الكشف عن حملة قمع إماراتية شاملة داخل الدول لمنع أي فعالية مساندة لفلسطين ومقاومتها بالتزامن مع استمرار حرب إسرائيل على غزة.
وتحدثت مصادر متطابقة عن حملات اعتقال ضد فلسطينيين وعرب يقيمون في الإمارات بسبب تغريدات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن التضامن مع فلسطين والتنديد بجرائم الاحتلال في قطاع غزة.
وذكرت حسابات إماراتية في تبريرها لمنع رفع علم فلسطين، أن قوانين الدولة تنص على منع إدخال ورفع أي أعلام لدول خارجية في الملاعب.
إعلام الإمارات وأدواته
الآلة الإعلامية هي إحدى أبرز الآلات المستخدمة ,في التصعيد العسكري الحالي بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قام الإعلام الغربي باستحداث روايات مفبركة مساندة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وشيطنة المقاومة الفلسطينية في قنوات ومواقع التواصل الاجتماعي، وعقد المؤتمرات الصحفية على مستوى رؤساء الدول الحكومات الغربية الموالية لآلة الحرب الاسرائيلية، ونسج القصص والخرافات، بل واخذ المواقف بناء على هذه الاكاذيب.
رصد موقع "المهرية" تغطية وسائل إعلام تابعة للإمارات وأدواتها في اليمن لعملية طوفان الأقصى، ولرد الاحتلال الإسرائيلي عليها بالمجازر على قطاع غزة.
تم رصد موقع قناة "سكاي نيوز عربية" التابعة لدولة الإمارات وتغطيتها، للأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتبين انحياز القناة إلى الرواية الإسرائيلية في الأحداث، حيث تستضيف القناة المحللين الإسرائيليين، والناطق الرسمي باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، ولا تقوم القناة باستضافة المحللين الفلسطينيين، أو المتحدثين باسم الفصائل الفلسطينية، وتتعمد القناة إخفاء الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر المساواة بين الإصابات الخفيفة في مستوطنات الإسرائيلية بفعل الرشقات الصاروخية القسامية ذات التأثيرات المحددة، مع القنابل الإسرائيلية التي تدك مربعات كاملة في قطاع غزة.
ورصدنا قناة عدن المستقلة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، حيث تتجاهل القناة الأحداث في فلسطين بشكل كبير، وتركز على قضية الانفصال في وقت يذبح شعب عربي، وتوحد كل أطياف الشعب اليمني مع القضية الفلسطينية، ومساندة القضية الفلسطينية في ظل عدوان غير مسبوق على قطاع غزة.
وتم رصد العديد من الحسابات على منصة (إكس) لإماراتيين وحسابات أشخاص يتبعون المجلس الانتقالي، تهاجم حركة حماس، وتحملها المسؤولية عن القتلى بفعل الغارات الإسرائيلية، وتركز الحسابات على قوة إسرائيلية، وتعمل على اضعاف الجانب المعنوي للمقاومة، وتقوية الجبهة الإسرائيلية، ومساندة الإعلام الإسرائيلي والغربي في شيطنة المقاومة.
مظاهرات داعمة تحرج الانتقالي
خرج سكان مدن يمنية عدة في مظاهرات غاضبة من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمجازر المرتكبة في حق المدنيين ومن بينهم الأطفال، حيث خرجت مسيرات في عدد من المحافظات اليمنية .
وخاصةً بعد قيام الجيش الإسرائيلي بمجزرة في مستشفى المعمداني وسط قطاع غزة ، حيث بلغ عدد الشهداء 471 منهم 28 حالاتهم حرجة حسب وزارة الصحة في غزة.
وأثار قصف المستشفى إدانات شديدة في عواصم عديدة، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل، ودعوات إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وبعد المجزرة خرجت مظاهرات في معظم الدول العربية باستثناء السعودية والإمارات، وفي اليمن شهدت جميع المناطق بما فيها مناطق سيطرة المجلس الانتقالي الانفصالي الذي ظهر محرجا وبعده وانفصاله عن الواقع المحيط ,وتجرده من قيم الأمة العربية الرافضة للاحتلال بينما هو يتفاخر ويرفع أعلام دولة أخرى .
وشهدت العديد من الدول في العالم احتجاجات وبالأخص في أوروبا وأمريكا، تفضح الطبيعة العنصرية للفاشية الإسرائيلية, والدعم الغربي للكيان المجرم الذي يقصف المستشفيات والخوف في الوقت الحالي بتمدد الصراع في المنطقة ، بعد رفض اسرائيل وقف العدوان على غزة.