جدد رئيس مجلس النواب سلطان البركاني يوم الخميس، إدانة اليمن لسلسلة الجرائم الإسرائيلية الوحشية بحق الشعب الفلسطيني، متهما الولايات المتحدة بعدم الجدية في حل الدولتين، والذي قال إنه السبب في كل ما جرى ويجري من قتل وإبادة سيصب في مصلحة إيران ومآربها.
جاء ذلك خلال لقائه، مبعوث الولايات المتحدة الأميركية إلى اليمن تيم ليندركينج، والسفير الأميركي ستيفن فاجن، وفقا لوكالة سبأ الحكومية.
وجرى خلال اللقاء، "مناقشة مجمل التطورات على الساحة اليمنية، والجهود المبذولة من قبل الأشقاء في السعودية لإحلال السلام العادل والشامل في اليمن من خلال خارطة طريق محددة القضايا ومزمنة التنفيذ، ومحددة بشكل واضح لا يقبل اللبس ولا المواربة، وأن يكون مبنياً على المرجعيات الثلاث، المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودوليا".
وقال البركاني في اللقاء "إن تحقيق مآرب إيران والحوثيين ورغباتهم سيضر بالمنطقة بكاملها، ويزعزع أمنها واستقرارها، ويجعل اليمن تدور في فلك إيران بدلاً من ارتباطها بمحيطها العربي والإقليمي".
وأضاف البركاني أن اليمن أصيبت بمليشيا الحوثي التي "قضت على الحقوق والحريات والمكاسب السياسية والاقتصادية والموروث الثقافي والتاريخي وإعادتنا إلى العصور الوسطى من الجهل والتخلف".
وقارن البركاني بين "حصار إسرائيل لقطاع غزة والمدن الفلسطينية وحصار العصابات الحوثية تعز لا كثر من ثمان سنوات، رغم القرارات الدولية وما نص عليه اتفاق ستوكهولم والاتفاقيات اللاحقة وإلا الآن تعز تعاني الحصار الجائر والظالم..".
وأكد البركاني "أن السلام هو الذي ينهي الانقلاب، ويضمن استعادة الدولة ومؤسساتها، وليس مجرد هدنة مؤقتة يستغلها الحوثي للاستعداد للدخول في حروب جديدة بحق الشعب اليمني، واستغلال القضايا الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية تخدم مشاريعه الإيرانية الدخيلة على مجتمعنا".
وأدان البركاني باسم اليمن "سلسلة الجرائم الإسرائيلية التي تنتهجها بصورة وحشية تجاه الشعب الفلسطيني، وآخرها القصف الإسرائيلي المروع على المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها المئات بينهم أطفال، وجرحى في تحد واضح وصريح للقوانين الدولية والأعراف والمبادئ الإنسانية".
كما أدان "كل ما تقوم به إسرائيل من تهجير قسري وتدمير المنشآت والأحياء بشكل كلي في مدينة غزة، وفرضها الحصار الظالم وقطع الماء والكهرباء والدواء والوقود والأغذية في سابقة لم يشهد لها نظير في العالم وبوحشية كاملة".
وأبدى البركاني استغرابه بـ"أن يكون موقف الغرب، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الصورة التي لا تتسم مع القيم والمبادئ والأخلاق والاتفاقات والمواثيق والمعاهدات الدولية".
وقال إن الغرب أعطى إسرائيل شيكاً على بياض لأن تسرح وتمرح وتقتل وتبيد وتدمر بدم بارد وبسلاح أمريكي، وتسمح للتطرف والغلو أن يمارس نزواته بأريحية؛ مما يسبب بكوارث في المنطقة، ويتيح الفرصة لإيران بأن تتمدد وتعبث وتمارس عنفها على الشعوب العربية، وتتمدد باتجاه شمال أفريقيا وغربها".
وأكد رئيس مجلس النواب، "أن عدم جدية الولايات المتحدة في حل إقامة الدولتين هو سبب في كل ما جرى ويجري، لأن خيار السلام المبني على الدولتين كان قاب قوسين وأدنى من التحقيق في عهد العديد من الرؤساء الأمريكان قبل إدارة ترامب وبايدن".
وقال إن "الدم العربي هو مثيل للدم الإسرائيلي، ولا يمكن لأمريكا والغرب أن يثأروا لدم، ويبيحوا الدم الآخر"، مجدداً "تأكيده على تضامن ودعم اليمن الكامل لنضال الشعب الفلسطيني، وحقه في الدفاع عن نفسه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وطالب البركاني في اللقاء "المجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته ذات الصلة، أن يتدخلوا بشكل فوري وحازم لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمنشآت المدنية".
وأعرب عن تقديره للجهود الحميدة التي يبذلها مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية منذ تعيينه في سبيل إحلال السلام وإحياء العملية السياسية الشاملة في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث المتفق عليها.
من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي، "على أهمية الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.. مشيراً وجود فرصة لعملية السلام بالبناء على ما تم حتى الآن وصولا إلى الهدف الرئيس والمتمثل المفاوضات اليمنية - اليمنية والهدنة الشاملة.
وقال "نحن ندرك الوضع الاقتصادي الصعب، ونقدر ما يتعرض له الشعب اليمني من معاناة نتيجة ممارسات الحوثي"، مشيرا إلى استمرار بلاده في "مراقبة السلوك في إيران"، وفقا للوكالة ذاتها.