قال عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني، إن المجلس أقر أسماء وفده المفاوض الذي سيجتمع مع الحوثيين في أي محادثات قادمة، مضيفاً أن هنالك تنسيقاً عالياً بين مجلس القيادة والجانب السعودي في جميع الخطوات التي تدفع باتجاه تحقيق السلام في البلاد.
جاء ذلك في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، نشرت اليوم الأربعاء.
وأكد البحسني وجود تنسيق عال مع الجانب السعودي في جميع الجهود المتعلقة بالسلام في اليمن، مبيناً أن قيادة المملكة تبلغ مجلس القيادة الرئاسي اليمني بأي خطوات تتعلق بالدفع بعملية السلام. وقال: "التنسيق السعودي على قدم وساق وعلى مستوى رائع جداً وحثيث، ويعد حافزاً أساسياً بالنسبة لدفعنا نحو عملية السلام".
وتناقض تصريحات البحسني تصريحات سابقة أدلى بها عضو مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي (أعلن البحسني في مايو الماضي نائباً لرئيس المجلس) المدعوم إماراتياً والمطالب بانفصال جنوب البلاد عيدروس الزبيدي، وكذلك رئيس الهيئة السياسية ووحدة التفاوض التابعة للمجلس ناصر الخبجي.
وكان الزبيدي، شكا في مقابلة مع الغارديان البريطانية، نشرت في 21 سبتمبر الفائت، من "التهميش" السعودي، وقال: "لقد تم تهميشنا ودفعنا إلى جانب واحد في هذه المحادثات. ولم نعرف ما يحدث سوى من وسائل الإعلام".
وأضاف، أنه استُدعي إلى الرياض قبل أسبوع من ذلك التاريخ، وبقي لمدة يومين دون أن يتمكن من لقاء المفاوضين السعوديين.
فيما قال الخبجي في لقاء صحفي نظمه برنامج "اليمن في الإعلام الدولي" مطلع الشهر الحالي، إن كل الأطراف في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومن بينها المجلس الانتقالي، ليس لديها اطلاع على سير المفاوضات بين السعودية والحوثيين، ولم يجرِ إطلاعها حتى اللحظة. مضيفاً أن "الأخوة في الإمارات لا يعرفون شيئا عنها وبعيدين عن هذا الأمر".
ورغم مطالبات الانتقالي المتكررة بإنشاء وفد تفاوضي للحكومة الشرعية والإسراع بتلك الخطوة رافضاً الوفد الذي سبق وأعلن تشكيله، قال البحسني إن المجلس أنشأ بالفعل "الوفد التفاوضي وتسمية أعضائه، كما سيتم من وقت لآخر تطعيمه بكوادر مهنية مختصة، ونحن جاهزون"، دون توضيح إذا ما كان الوفد هو ذاته الوفد السابق أم جرى التغيير فيه.
وفي مقابلته التي بدا فيها متخففاً من مواقفه المتشنجة في الأشهر التالية لإعلانه نائباً لرئيس ا الانتقالي الجنوبي، وصف فرج البحسني الذي يتحدر من محافظة حضرموت وكان محافظها السابق، المحافظة بأنها نموذج للاستقرار والأمن.
وقال: "حضرموت نموذج منذ عملية تحريرها في 2017 من تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، للاستقرار والأمن، وهذه التجربة نجحت في حضرموت ومستمرة، ولذلك يجب أن نطمئن على حضرموت جميعاً، ورئيس مجلس القيادة يثمن جهد السلطة المحلية في المحافظة الحالية والسابقة".
وعن القضية الجنوبية، قال البحسني إن مجلس القيادة اتخذ قراراً بأن يدخل عملية السلام بموقف قوي وموحد إزاء العديد من القضايا الجوهرية، ومنها القضية الجنوبية، وأضاف: "نبحث وحدة رأي ومخرجاً لحل القضية الجنوبية، كل ذلك من أجل أن نسير متماسكين، ولئلا يأتي يوم ونختلف، ونتجنب هذا المنزلق، من جانب آخر على الحوثي أن يعلم أنه من دون حل القضية الجنوبية لن تنجح عملية السلام، والجميع يعرف ذلك".
وأكد البحسني أن جهود تحقيق السلام التي تقودها السعودية وسلطنة عمان مستمرة على قدم وساق، مضيفاً أن خريطة الطريق التي تتم مناقشتها حالياً تحظى بدعم إقليمي ودولي كبيرين.
وأوضح أن أبرز ملامح خريطة الطريق وقف إطلاق النار، وتطبيع الأوضاع، وفتح الطرقات لتيسير أمور المواطنين، وفتح المطارات والموانئ، معبراً عن تفاؤله بتحقيق تقدم في عملية السلام الذي انتهجته الشرعية خدمة للشعب اليمني وليس ضعفاً، على حد تعبيره.
وأثنى البحسني كثيراً على الدور السعودي وخصوصاً دور السفير آل جابر، الذي قال إنه أظهر مرونة كبيرة وخاصة في زيارته صنعاء، وقال: "الآن المملكة قطعت شوطاً وأيضاً عُمان ساعدت في الكثير من الأمور".
وفي الوقت الذي عبر فيه عن تفاؤله بعملية السلام الحالية، حذر البحسني الحوثيين من أن انتهاج السلام ليس ضعفاً، وفي رده على سؤال حول رفض الحوثيين لقاء الشرعية بشكل مباشر، أجاب البحسني بقوله: "يرفضون إلى متى؟ نحن أصحاب القضية. رفضوا اليوم وغداً وفي النهاية عليهم الجلوس معنا، هذا أمر لا مفر منه، والجهود السعودية ستجعل ذلك ممكناً في القريب العاجل".
وعبّر اللواء البحسني عن استغرابه للأنباء التي تتداول بشكل متكرر عن خلافات كبيرة بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، مبيناً أنها غير واقعية، وأن هنالك إجماعاً واتفاقاً كبيرين بين أعضاء المجلس في مختلف القضايا، مشدداً على "ألا مجال أبداً لضعف وحدة مجلس القيادة الرئاسي"، رغم أن "التباين في وجهات النظر لبعض القضايا أمر طبيعي".
وأضاف: "كل قرارات المجلس أخذت بصورة جماعية. صحيح هناك تباين في بعض القضايا وهذا أمر طبيعي، لكن في الأخير نجمع ونصوت على القرارات، يحدث نقاش كبير لكن في الأخير الحكمة بقيادة الرئيس (رشاد) العليمي تجعل من المجلس نموذجاً للقيادة في هذه المرحلة".
وعن الانتقادات التي وتوجه للحكومة قال البحسني إن "الحكومة تعمل في ظروف جداً صعبة ومعقدة واستثنائية، وتخوض حرباً اقتصادية، وجهدها ينصب على توفير الإمكانيات والخدمات؛ من كهرباء ومياه وتعليم وصحة، وتوفير مرتبات الموظفين".
وأضاف: "هذا جهد يحسب لها، لكن هناك هفوات، والشعب يريد أداء أفضل، لذلك نقيّم عمل الحكومة، وتَرِدنا تقارير لأدائها، وكان لدينا اجتماع قبل أيام، ناقشنا الأمر وأعطينا توجيهات لتلافي بعض الثغرات الموجودة في بعض الوزارات".
وفيما يتعلق بالمرتبات، قال البحسني إن "جماعة الحوثي تضع طروحات غير معقولة أو مقبولة في هذا الجانب"، لكن الجهود مستمرة للوصول إلى حلول لهذه المسألة، على حد وصفه.