عام 2000 كان الفنان طلال مداح يحيي حفلاً على مسرح المفتاحة بمدينة أبهة السعودية، والجمهور كان مترقب الحفل الذي كان كامل العدد، لكن ما حدث لم يكن يتوقعه أحد.
بعد انتهاء فقرة الفنان عبادي الجوهر، الذي شارك في إحياء الحفل، بدأت فقرة الفنان الراحل طلال مداح، الذي اتجه إلى المسرح وبدأ فقرته الغنائية لكن قبل ذلك كان تصرفه غريباً بالنسبة لعبادي الجوهر.
يروي عبادي الجوهر ما حدث قائلاً: "اتجه طلال مداح إلى المسرح وأنا أسمع المذيع يقدمه والناس تصفق وأنا كنت أكمل حديثاً مع صحفي في الكواليس وبعدين فوجئت بواحد يسلم علي كان الأستاذ طلال وقالي :"قلت أودعك" هذه كانت أخر كلمة".
بعد أن بدأ طلال مداح فقرته الغنائية سقط فجأة من على كرسيه، مما أصاب الجميع بحالة من الذهول، وهو ما يرويه صديقه خالد المنذر الذي حضر معه اللحظات الأخيرة ووصيته الأخيرة.
يقول خالد منذر، صديق طلال مداح أنه جلس على كرسيه على المسرح بعد استقبال الجمهور له وبدأ في غناء أول موال له لكنه فجأة سقط على الأرض.
وتابع: "أنا اللي طلعت المسرح وأخدته ورغت رأسه من على الأرض على ذراعي وودناه الإسعاف هو توفي بالضبط في المستشفى، لكن قبل وفاته بساعتين كنت نتحدث وقال لي أنا أمنيتي ادفن جمب أمي بمكة ودفن في مكة فعلاً".
عاشت زوجته لحظات صعبة خلال ذلك اليوم، خاصة أنها لم تستطع الوصول إلى من يطمئنها عليه، بعد أن شاهدته يسقط على المسرح وهي تشاهد الحفل عبر التلفاز.
وتستعيد ذكريات ما حدث قائلة: "كلمني في التليفون وقالي اقفلي بينادوا عليا وتابعت في التلفزيون الحفل وجات لي صدمة من الموقف كنت زي المجنونة بتصل على كل الناس اللي معاه حد بس يطمني لكن ما حد رد عليا بس قلت مشغولين معاه ومش هيعرفوا يردوا عليا".
وتتابع: "من أبلغني بالخبر عبدالله ابنه الكبير، أبلغني بهدوء لكن أنا كنت أشعر بسبب وجود عدد كبير من الناس في المنزل لذا كنت أقول لنفسي: "لو مفيش حاجة مكنش كل دول جم".
رحل طلال مداح عن عمر يناهز ال 60 عاماً بعد مشوار حافل بالغناء والتلحين لنجوم الوطن العربي، بلغ رصيده 50 عاماً غنى فيهم بكل اللغات العربية واللغة الإنجليزية رغم أنه لم يكمل تعليمه الابتدائي.
كان طلال مداح يتحدث كثيراً عن رصيده الفني والمالي قائلاً: "رصيدي هو حب الجمهور لي هذا أكبر رصيد يمكن أن يتباهى به الفنان أمام الجميع، رصيدي بالريالات مفيش إلا الستر والحمد"