في 19 فبراير عام 1985، استخرجت محافظة القاهرة شهادة ميلاد لطفلة تدعى آمال ماهر مندور إبراهيم، وُلدت لأسرة تسكن بأحد أحياء العاصمة.
لم تكن تعلم القاهرة وسكانها آنذاك، أن بعد مرور 13 عامًا على ميلاد آمال، ستضج المسارح بصوتها الشجي، الذي يحمل في طياته شيء من زمن الطرب الأصيل، ومن ثم ستحصل على شهرة واسعة في ربوع المحروسة.
«المصري لايت» نبشت في رحلتها الأسبوعية عبر «نوستالجيا» عن أول حوار أجرته آمال ماهر، لتُعيد من جديد في تقريرها سرد بداية حكاية «ملكة الغناء».
«أعزائنا المشاهدين مصر ولادة وغنية بكل المواهب الشابة في كافة المجالات وخاصة في مجال الأصوات الشابة والجميلة».. مقدمة استرسلتها المذيعة التي وقفت بجوارها طفلة صغيرة بدت في غاية الخجل عرفتها بـ «النهاردة اتعرفنا على صوت جميل وواعد ويبشر بكل الخير، وهو صوت الفنانة الصاعدة آمال مندور».
استكملت المذيعة الحديث عن آمال ماهر، والتي كانت تعرف -آنذاك- بآمال مندور، حيث أشارت أنها قدمت في الحفل «أحب أغاني فنانة الشعب أم كلثوم» حسبما وصفت، وأكملت «من خلال صوت جميل نقي وواضح، وفن أصيل، يبشر بكل الخير للساحة الفنية».
بعد مقدمة طويلة نوعًا ما، وجهت المذيعة سؤالها الأول لآمال بعد الترحيب بها، والذي كان يدور حول المرحلة الدراسية والتي أجابت عنه بقولها «في 3 إعدادي».
«ما شاء الله بس طويلة شوية».. حاولت المذيعة من خلال هذه الكلمات كسر حدة خجل آمال، ومن ثم سألتها «كويس إنك أبتديتي بدري أوي تغني لأم كلثوم، مين اللي دربك؟».. لكن آمال ظلت على موقفها الخجول، وردت بإجابة مقضتبة للغاية «محدش».
لم تيأس المذيعة من خجل آمال وحاولت مرة أخرى استدراجها للحديث بشكل مفصل عن موهبتها بسؤالها «موهبة ولا في المدرسة ولا في البيت في حد صوته حلو؟».. لكن آمال أصرت على موقفها وأجابت باختصار «حفلات.. حفلات مش أكتر».
بدى وأن المذيعة في غاية الإصرار على استدراج آمال، حيث طرحت عليها ذات السؤال بصيغة أخرى «في حد صوته حلو في البيت؟».. لتجيبها آمال وهي تومئ برأسها علامة الرفض «تؤ».
غيرت المذيعة سؤالها واتجهت للحديث عن تاريخ آمال مندور مع الغناء بسؤالها «حسيتي من أمتى إن صوتك حلو وممكن تغني؟».. من هُنا بدأت تتحرر آمال شيئا فشيئ من خجلها حيث أجابت: «هو من زمان بس أنا مكتشفتش نفسي هم اللي اكتشفوني، كنت عارفة أن صوتي حلو بس عادي خالص».
انتقلت المذيعة مع آمال إلى الحديث عن انضمامها للهيئة العامة لقصور الثقافة وكيفية اختيارها لتقدم أعمال أم كلثوم، وهو ما أخذت آمال تحكي عنه بقولها:«هو من خلال أستاذ أشرف زكي هو اللي عرفني وأقام العمل واختارني من بين الفنانين اللي معانا».
وأكملت: «أستاذ سامي نصير كان عايز واحدة من فرقة أم كلثوم قالوا في واحدة اسمها آمال صوتها كويسة جدًا، فقابل الدكتور محمود هو صاحبه جدًا، عرفني من خلال الدكتور محمود وقدمني».
بعد تلك الرحلة القصيرة في اختيار الموهبة الفذة آمال مندور، لتقديم عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة، لفتت بصوتها انتباه الجميع وهو ما أخذ المذيعة لتسألها عن تاريخ أول مرة خاضت فيها تجربة الوقوف على المسرح، وهو ما أجابت عنه بـ«أول أول أول إمبارح».
4 أيام فحسب من بعد وقوفها على خشبة المسرح جعل كل من سمع آمال، يُعرفها بالموهبة الصاعدة، ثقة كبيرة من الجمهور جعلت المذيعة تسأل آمال «أول مرة استقبلك فيها الجمهور وكانت خطواتك على خشبة المسرح كان شكلها إزاي؟».
«طبعًا أنا كنت خايفة، خايفة جدًا كمان عشان ده أول ظهور ليا قدام جمهور كبير وعمل كبير أقامه الاستاذ أشرف زكي».. كلمات لخصت بها آمال الخطوات الأولى لها على خشبة المسرح فسرتها المذيعة بـ«وبعدين بتغني لأم كلثوم كمان الخطورة هنا» لتؤكد آمال بـ«طبعًا ده الخوف كله، بتعشش في قلبي، أول مرة كنت خايفة لكن بعد كده اتعودت».
«أفرح يا قلبي».. كانت أول أغنية قامت آمال بغنائها على خشبة المسرح وفقًا لحديثها، استقبلها الجمهور حسبما وصفت بـ«بفرحة وتصفيق جامد جدًا في المسرح وطبعًا أنا فرحت جدًا أن ده أول لقاء ليا والجمهور بيستقبلني الاستقبال ده».
في ختام اللقاء، استفسرت المذيعة من آمال عن أفكارها المستقبلية وهو ما كشفته بـ«أتمني أنجح وهخش معهد الموسيقي على أساس أدرس الموسيقي وقوانينها وكل حاجة».
وبما أن آمال قررت استكمال حياتها المهنية في الغناء، سألتها المذيعة عن المطربين المفضلين لديها على الساحة الفنية -آنذاك- وهو ما أجابت عنه بـ«الأستاذ أحمد إبراهيم، وأنغام، ومدام زينب يونس.. كتير أوي».