فراق الأحبة ووداعهم من أكثر اللحظات القاسية التي يمر بها البشر، الذكريات التي عاشها معهم وهم أحياء يرزقون أكثر ما يؤلم، الحياة دونهم تعتبر صعبة، خاصة إذا كانوا ينعمون بقلوب صافية، الدموع ليس مكانها العيون فحسب بل تستوطن القلوب، ليكن هو الوداع الأصعب والرحيل الذي يعجز العقل عن استيعابه، هكذا عاش الفنان العراقي كاظم الساهر، لحظات صعبة وهو يأخذ عزاء الصديق الأقرب إلى قلبه الشاعر كريم العراقي.
لم يستطع القيصر كاظم الساهر، تمالك أعصابه والسيطرة على دموعه التي غلبت عليه، حينما قابل أسرة صديقه الراحل الشاعر كريم العراقي، وظهر في حالة لا يُرثى لها، وملامح الحزن تبدو على وجهه.
لحظات صمت عاشها الساهر، وأسرة العراقي، التي ارتمت ابنته بين أحضانه، ليحاول القيصر مواساتها، في مشهد وثقته عدسات الكاميرات.
وداع قاسِ ولحظات مؤثرة
انتشر مقطع فيديو كاظم الساهر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ظهر متأثرا بشدة بوفاة صديقه، ولحظة مواساته لزوجته وابنته، وعلق رواد السوشيال ميديا، بأدعية وكلمات مؤثرة، منها: «صداقة الكلمة والإحساس، الله يرحمك يا كريم، اللهم احسن خاتمتنا وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء، العراق العظيم ودع قامتين كبار بنفس اليوم ذكرياتنا كلها كانت على كلماتهم وصوتهم العراقي الأصيل، الله يرحمه ويصبر أهله، صداقة عمر بين القيصر والشاعر الراحل لمسناها في أغانيه وكلماته، الله يصبر زوجته وابنته».
أغاني شهيرة لكاظم الساهر، كانت كلماتها من إبداع كريم العراقي، من بينها أغنية «المستبدة»، التي تضمنت كلماتها: «تلك التي أسميتها تاج النساء، آسفآهُ، كانت ذات يومٍ في دمائي تباً لعينيها حسبتهما سمائي أنا خانني صدقي ودمرني وفائي ومدت كفي كي أصافح صدمتي شكرًا لجرح فيه كانت صحوتي هذا الذي فعلته فيا حبيبتي ثمنا لإخلاصي لها ومحبتي».
وشاركه أيضا النجاح في أغنية «كثر الحديث»، التي تعتبر من أقوى الأغاني التي تعشقها الفتيات بشكل خاص وأبدع في غنائها القيصر.
حرص الفنان كاظم الساهر على نعي صديقه كريم العراقي، الذي رحل عن عالمنا قبل أيام في أحد مستشفيات أبو ظبي، عن يناهز 68 عاما، بعدما أعلن عارف الساعدي مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الثقافية، نبأ الرحيل عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ونعاه كاظم الساهر، خلال منشور عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كتب فيه: «رحل الصديق ورفيق الدرب الأستاذ كريم العراقي.. في ذمة الله إنّا لله وإنّا اليه راجعون».
يذكر أن الشاعر كريم العرافي، ولد في محلّة الشاكرية في كرادة ببغداد، حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد، وعمل معلمًا في مدارس بغداد لعدة سنوات، وبدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبًا في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية عديدة منها: المتفرج، والراصد، والإذاعة والتليفزيون، وابن البلد، ووعي العمال ومجلة الشباب.
تنوعت اهتمامات العراقي، وشملت كتابة الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت والمسرحية والمقالة، فضلا عن اهتمامه بالثقافة والأدب منذ أن كان طالبًا في مرحلة الابتدائية، لأنه كان كما يبدو عبقريًا.