أشهر عميل زرعته مصر في قلب إسرائيل، وربما يصنف ضمن الأبرز في عالم الجاسوسية، قد لا يعرف البعض رفعت الجمال، الاسم الحقيقي لبطل مسلسل رأفت الهجان، الذي اخترق جهاز الموساد خلال أحداث العمل الدرامي باسم ديفيد شارل سمحون، وأصبح من خلاله مواطنًا إسرائيليًا، بعدما جندته المخابرات المصرية لسنوات طويلة، تحت ستار شركة سياحية في تل أبيب، ليكون مصدرا مهما للمعلومات من داخل الأراضي المحتلة.
قصة العميل المصري، تم تجسيدها في مسلسل مكون من 3 أجزاء، بطولة الفنان محمود عبدالعزيز، بدأ عرضه لأول مرة في شهر أبريل من عام 1988، وأعادت شبكة «dmc»، عرضه مرة أخرى، ويعرض الساعة الثالثة مساءً على قناة «dmc»، وفي الخامسة والنصف على «dmc دراما»، ويعاد في الثانية والخامسة صباحًا على القناتين.
توفي رأفت الهجان، يوم 30 يناير عام 1982، وبعد وفاته، علمت زوجته حقيقته، بعد أن عاشت معه لمدة 20 عامًا، كمواطن إسرائيلي يملك شركة سياحية في تل أبيب، إلى أن عرفت بعد وفاته، أنه كان يتجسس على إسرائيل لصالح المخابرات المصرية.
أسرار ومفاجآت من حياة رأفت الهجان وزوجته
كشفت الألمانية فالتراود بيتون، زوجة رأفت الهجان، خلال حوار تليفزيوني، عرضته قناة «دويتشه فيله» الألمانية، أسرار ومفاجآت عديدة من حياتهما وعلاقتهما ببعضهما، إذ أنها عرفته على أن اسمه جاك بيتون، وهو إسرائيلي من أب فرنسي: «لم أسأل عنه لأن الأمر كان مثيرًا جدًا بالنسبة لي، كنت أتعايش مع أشياء جديدة، وكنت في مُقتبل العمر أفتقر إلى الخبرة، عمري حينها كان 22 عامًا فقط، لم تكن تفاصيل نشأته مهمة لي على الإطلاق، كل ما يهمني هو شخصيته، وكان يمتلك شخصية نادرة أخذني إلى أفضل المطاعم والفنادق وعايشنا معًا أشياءً جديدة».
أول مرة شكت في رأفت الهجان
اعتاد رأفت الهجان، أن يشتري مجوهرات وملابس جديدة لـ«بيتون» دائمًا، وكان لا يبخل عليها بشراء وتقديم أي شيء يعجبها، لم يحدث بينهما أي شجار، أو نقاش حاد، وبدأت تشك فيه أول مرة، حين بقيت لمدة 5 أيام بمفردها في تل أبيب، وأخبرها أنه سافر إلى إيطاليا: «لم أكن متأكدة من ذلك، لكن الأمر تغير وبقى كل شيء على ما يرام».
كانت زوجته تثق فيه ثقة عمياء، وكان الموقف الغريب الذي حدث معها، حين اختفى من حياتها فجأة، ولم تستطع الوصول إليه، وبعد عودته، قال إنه سافر إلى باريس، ثم عرفت بعد ذلك أنه كان في مصر: «لم يترك سببًا للشك به إطلاقًا».
«بيتون»: «أحب مصر وهي بلدي»
أسس رأفت الهجان شركة نفط في مصر، وسافرت «بيتون» معه مرات عديدة، ووعدها ذات مرة، أنه يريد شراء منزلًا بالقاهرة: «كنت متعلقة بمصر، وكنت أحلم بزيارتها، هي بلدي، أنا مبهورة بها ولولا ابني ما عدت إلى بلدي وعشت في مصر، أحب العيش فيها، فالناس طيبون ولطفاء، وزوجي كان يحب مصر، وكان يريد شراء منزل في القاهرة، لكي نقضي الشتاء في مصر والصيف في ألمانيا».
وصية رأفت الهجان لزوجته
حينما كان رأفت الهجان يلفظ أنفاسه الأخيرة على سرير المستشفى، وكانت «بيتون» بجانبه، قال لها وصيته الأخيرة: «قال لي عديني أن تعيشي حياتك، وأن لا ترتدي الأسود دومًا، فأنا لا أريد ذلك، عيشي حياتك ولا تفكري أن الحياة انتهت، ولا تفكري سوى في أهلك وأبنائك».
بعد وفاته، عرفت من ابن أخيه، تفاصيل حياته وحقيقته، وماذا كان يعمل، وحين أخبرها بالمعلومات المفاجئة، ظنت في البداية أنه لا يعي ما يقوله: «قررت السفر إلى مصر وتتبع أحوال الشركة، وبدأت بالتحري، وعرفت أنه لم يقل لي الحقيقة، عاش معي 20 عامًا بشخصية مختلفة، أصبت بخيبة أمل، بعدها قررت معرفة الحقيقة ومعرفة شخصيته، وأن آخذ زمام الأمور واتحرى عنها ولا أصدق شيئًا، وقمت بجمع معلومات من أشخاص مختلفين وعرفت الحقيقة، وقررت أن لا أصدق إلا ما أكتشفه بنفسي».