فن

صاحبة أغرب طلاق ورحلت في صمت.. حكاية هدى شمس الدين

المصدر
بهاء حجار

هدى شمس الدين، راقصة وممثلة مصرية من أصل أرميني، ولدت في  27 يناير 1925، ودرست بالمدرسة الأرمينية بالقاهرة، وقامت بالعمل في السينما حيث اكتشفها المخرج نيازي مصطفى ثم إنضمت إلى فرقة بديعة مصابني الشهيرة، شاركت بالعديد من الأعمال منذ منتصف الأربعينات وحتى منتصف الستينيات.

كانت بدايتها الفنية في فيلم الحظ السعيد في سنة 1945 من إخراج فوزي الجزايرلي وبطولة نجاة علي، ولعبت هدى شمس الدين دور شقيقة سميحة (نجاة علي)، ثم في عام 1947 قدمت فيلم عدو المجتمع مع عباس فارس، والذي يحكي عن بغدادي عامل مستقيم (عباس فارس)، يعمل في مصنع للحدادة يملكه المعلم مبروك، يتم فصله من عمله بوشاية من رئيس العمال الذي يريد منه إتاوة. فيعيش حياة الحاجة والعوز مع زوجته وابنته مما يجعله يفكر في السرقة، إلا أنه في أول تجربة له مع السرقة يقوده الحدث إلى إرتكاب جريمة قتل ولفتت الأنظار لها بشدة في الدور، لتنطلق أكثر وأكثر بعد ذلك.

ثم قدمت هدى شمس الدين فيلم الأب مع محمود المليجي ودولت أبيض وشريفة فاضل، وفيلم فتنة مع يحيى شاهين وكاميليا ومحمود إسماعيل  وفاخر فاخر، وفيلم خلود مع فاتن حمامة وعز الدين ذو الفقار.

ولعل أبرز أدوارها دور الراقصة محاسن الصدف في فيلم صاحب الجلالة مع الفنان فريد شوقي وفؤاد المهندس، والذي يحكي عن  السلطان مارينجوس الأول سلطان بورينجا، واشتهر فؤاد المهندس في الفيلم بجملة: : “طويل العمر يطول العمر ويزهزه عصره وينصره على من يعاديه.. هاي هيه”.

وكان آخر أدوارها دور في فيلم آخر جنان مع الفنان أحمد رمزي، وهو فيلم لطيف يحكي عن منعم الذي يعود من الخارج، ويلتقى مجددًا بحبيبته نبيلة، إلا أنه يخشى أن تصيبه لعنة الجنون التي أصابت أفراد عائلته كلهم، حيث سبق لأبويه أن ماتا بالجنون، يتردد على عمتيه ويعرف أنهما تقتلان عدد من أفراد ملجأ العجزة، وتدفناهم في قبو الملجأ، ويسعى منعم إلى الابتعاد عن حبيبته حتى لا يكون وبالاً عليها، وبعدها اعتزلت العمل الفني.

لكن اللقطة الأشهر في حياة هدى شمس الدين هي طريقة طلاقها الغريبة والتي ربما تُدخلها موسوعة جينس كأغرب حالة طلاق في العالم، حيث تم طلاقها عن طريق البوليس الحربي، أو الشرطة العسكرية.

حصلت هدى شمس الدين على أول بطولة مطلقة مع المطرب محمد أمين في فيلم «عشرة بلدي»، وتزوجته بعد هذا الفيلم، استحالت الحياة بين محمد أمين وهدى شمس الدين، حيث توجهت هدى إلى البوليس الحربي (الشرطة العسكرية)، وطلبت مساعدتهم في تطليقها لأنها وجدتهم المنقذ الوحيد لها.

فسألها الضابط متعجبا: “ما علاقتنا نحن كبوليس حربي بطلاقك؟ فقالت للضابط: “ببساطة محمد أمين جوزي هو صاحب الكازينو الذي أرقص وأغني فيه والبوليس الحربي هو الكل في الكل، فمين ينقذني منه غيركم، وزوجي له إتصالات كتير مع ناس كبيرة ومش هيرضى يطلقني وهيوذيني إذا فكرت للجوء للمحكمة.

استدعى الضابط محمد أمين ليسأله عن الأمر، فلم ينكر محمد أمين الأمر، وقال له الضابط: “الست هدى بتقول في حقك كتير وطالبة الطلاق فقال كل اللي قالته صح وأنا حر، فتعاطف الضابط مع القضية، وطلب منه تطليقها، وقال له: “مفيش حاجة أسمها أنت حر أمامك ساعة وأحدة تروح تجيب ورقة طلاقة وتيجي وبالفعل نفذ ما أمره به البوليس الحربي”، بحسب ما نشرت مجلة صباح الخير الفنية.