الفنان فريد الاطرش على الرغم من أن الكثير منا يعلم أنه لم يتزوج طيلة حياته، إلا أنه كان يعشق زوجة صديقه السيدة سلوى القدسي، وكانت قصة حبهما واضحة للكل حتى زوجها الذي أراد أن ينتقم منها بطريقة غريبة وحاول التفريق بينهما أكثر من مرة .
كان انتقام نور الدين القدسي من زوجته غريبًا من نوعه، فقد كان ثريًا لدرجة كبيرة ولكنه عمد إلى إخفاء ثروته وممتلكاته كلها عن زوجته وأطفاله الثلاثة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى، ولم تتمكن سلوى القدسي من الوصول لأصول ثروته أو الأصول أو أي مستند عنها.
ولجأت سلوى القدسي، إلى الاستعانة بزوجته الأولى وذلك حتى تتمكن من الوصول لثروته لتضمن حق أولادها وحق أولاده من زوجته الأولى.
وبعد وفاة نور الدين القدسي قرر فريد الأطرش الذي عرف بعزوفه عن الزواج أن يرتبط بهذه الشقراء الفاتنة.
أقدم فريد بالفعل على الارتباط رسميًا، في أيامه الأخيرة وكانت حالته المرضية قد اشتدت سوءًا، فأعلن خطبته بالسيدة سلوى القدسي، التي كانت تصغره بأكثر من 30 عامًا.
كانت سلوى أمًا لطفل يُدعى طارق القدسي، وهي الحب الكبير، في حياة فريد والإنسانة التي وهبها قلبه وأراد أن يربط حياته بها للأبد وينجب منها.
مجلة الموعد في عددها رقم 644، ذكرت أن سلوى ظلت مع فريد حتى آخر لحظة من لحظات حياته، وأسلم الروح علي يديها، وكان وجهها هو آخر من رأى في حياته، ومع ذلك، كان فريد لا يريد أن تراه سلوى وهو يتألم علي فراش الموت.
عندما أبلغ فريد حبيبته سلوى برغبته في العودة إلي بيروت، طلب منها أن ترتب خروجه من المطار بطريقة سرية بحيث لا يراه أحد لأنه غير قادر علي الكلام، فدبرت سلوى ما أراد وخرج من الطائرة إلي البيت مباشرة دون أن يراهما أحد.
بعد وصوله للبيت، استدعت سلوى طبيب فريد الذي أجرى الكشف عليه، فأخبرها بأن حالته خطيرة جدا وفي تدهور مستمر ومن الضروري نقله للمستشفي فورا ليكون تحت الملاحظة الدقيقة والمستمرة، وبالفعل تم نقله إلي مستشفي الحايك واستمرت حالته في التدهور، وارتفع نبضه، وأخبر سلوى أنه يتمنى العودة لمصر.
في 26 ديسمبر 1974، وهو اليوم الذي وعد الطبيب فريد أن يخرج فيه من المستشفى، كانت سعادة فريد لا توصف، لكنه أصيب بنوبة قلبية مفاجئة، وتوقف القلب نهائيا، ومات فريد، وتم نقل الجثمان للقاهرة بطائرة قادها ابنة خالة فريد الطيار أبو الحسن.
وعند السّاعة الرّابعة جاءته بالأكل، ولم يكن قد تغدّى بعد، ومضت ساعات، وعندما فتحت الرّاديو.. كانت إذاعة الأردن تبثّ أغنيّة أوّل همسة.. فكانت آخر لحن يسمعه.. ولمّا سمع أذان المغرب، أخذ يصلّي.. ويدعو من أعماق قلبه ياربّ وفاضت روحه ثمّ ودّعته الوداع الأخير، وأثناء دفنه.. أبت إلاّ أن يوضع تحت رأسه المصحف الكريم الّذي كانت تضعه تحت وسادتها.
وبحسب ما ورد في مجلة أخر ساعة عام 1975 وبعد مرور عام على وفاة الفنان فريد الأطرش استمرت الخلافات بين ورثته وما زاد الموضوع تعقيدا ظهور عقد زواج عرفي للفنان فريد الاطرش من خطيبته سلوى القدسي وكان فريد قد كتبه منذ شهور واحتفظ به سرا حتى يعود من رحلة العلاج الأخيرة في لندن.
كان فريد ينوي توثيق هذا العقد بمجرد عودته إلى القاهرة وإعلان خبر زواجهما ولكن الموت لم يمهله وبقي عقد الزواج مع سلوى ولم تحاول أن تتفوه بكلمة مع أي أحد بخصوص العقد لأن الظروف كانت غير مناسبة ولكن مع شدة الهجوم الذي تعرضت له من كل من فؤاد الأطرش ودينس جبور سكرتير الفنان الراحل وبعد أن استشارت محاميها في بيروت قررت الحضور إلى القاهرة واللجوء إلى القضاء المصري لإثبات صحة عقد زواجها من فريد وبشهادة الشهود يكون لها الحق في التركة كبقية الورثة.
وقدرت تلك التركة وقتها بنصف مليون جنيه بعد سداد القسط الأخير للشريك روبير حبيب والذي كان فريد الأطرش قد شاركه في السوبر نايت كلوب.
إخوة فريد من أبيه منير وطلال وأنور وثلاث شقيقات تنازعوا مع شقيقه فؤاد في الميراث باعتبار إنه لم يعد درزيا وأنه حصل على الجنسية المصرية ولكن كانت المشكلة التي تواجههم أنهم لا يستطيعون إثبات نسبهم للمذهب الدرزي لأنهم يحملون الجنسيه السورية.
وبذلك تبقي كامليا ابنة أسمهان شقيقة فريد الوريثة الوحيدة التي يمكنها إثبات نسبها للمذهب الدرزي لأنها متزوجه من رياض جنبلاط وهو من الدروز المعروفين وطبقا للمذهب الدرزي فإن كامليا هي الأقرب إلى خالها.
كان الفنان فريد الأطرش يحمل كل من الجنسيات المصرية والسورية واللبنانية وبذلك ينتهي الأمر بتقسيم التركة بين كامليا وسلوى القدسي بعد توقيع المحكمة بصحة إثبات زواجها من الفنان فريد الأطرش.