فن

بطلة فضيحة "الرقيق الأبيض".. كواليس ليلة مقتل ميمي شكيب بطريقة بشعة!

المصدر
بهاء حجازي

ولدت أمينة أو ميمي شكيب لعائلة كبيرة وثرية، تعود لأصول شركسية، والدها مأمور لقسم بوليس حلوان وفي بعض الروايات قسم عابدين، وجدها كان ضابطًا بالجيش في عهد الخديوي إسماعيل، أما والدتها فكانت سيدة آرستقراطية تتقن العديد من اللغات منها التركية، الإيطالية، اليونانية والألمانية، وكانت لها شقيقة واحدة تكبرها بأربع سنوات هي زينب أو الفنانة زوزو شكيب.

عاشت ميمي في القصور والسرايات حياة الأثرياء وتلقت تعليمها بمدرسة العائلة المقدسة، ولم تكن متفوقة في دراستها، لكنها استطاعت إتقان اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع.

من الثراء للفقر

انقلبت حياة ميمي شكيب رأسا على عقب بعد وفاة والدها، ولم تكن قد أكملت الثانية عشر من عمرها، ودخلت والدتها في صراع عنيف مع أسرة الزوج على الميراث، وطلبوا منها تسليم الشقيقتين أمينة وزينب، لكي يتولوا مسئوليتهم، وهو ما رفضته الأم، فتم حرمانهم من الميراث، واضطرت الأم للنزول للعمل، حتى تتمكن من الإنفاق على ابنتيها.

وتقدم ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء، للزواج من أمينة، وكان يكبرها بعشرين عاما، فوافقت على الزواج منه على أمل السماح لها بالذهاب للسينما، لكنه رفض أكثر من رفض والدها، ومنعها من الخروج بشكل نهائي، وبعد ثلاثة أشهر من الزواج، تزوج من سيدة آخرى، وتركها في المنزل وحيدة، وكانت حاملًا في طفلها الأول، لم تتحمل هذه الصدمة، وأصيبت بحالة من الشلل المؤقت، ونُقلت لمنزل والدتها لتلقي العلاج، وبعد شفائها طلبت الطلاق من زوجها، رفض الزوج الأمر في البداية، لكن مع أصرارها، قرر تنفيذ طلبها عله يتخلص منها.

بعد الطلاق قررت الانطلاق، حسنا هذا اسم رواية تتصدر مبيعات معرض الكتاب “انطلاق بعد الطلاق”، فانمضت لجماعة أنصار التمثيل والسينما، وهي جمعية لهواة فن التمثيل، لم تستمر طويلا مع جمعية أنتصار التمثيل، وأسست فرقة تمثيلية خاصة بها، وضمت الفرقة زكي رستم وأحمد علام، وقدمت الفرقة عرض فيوليت، لكن الفرقة فشلت فشلا ذريعا، فقررت أن تذهب لنجيب الريحاني، الذي درب ميمي وجعلها بطلة الفرقة، وقامت معه ببطولة مسرحية الدلوعة، لاحقا سيعيد فريد شوقي المسرحية في المسرح، ثم يقدمها في السينما، وشاركته البطولة نيللي في العملين، والحقيقة الفيلم هو واحد من أجمل أدوار نيللي في السينما (أو يمكن أنا متحيز لنيللي).

الدلوعة التي أحبها الجميع

وقتها أطلق على ميمي شكيب دلوعة المسرح، وكانت نجمة مصر وقتها، وحتى عندما دخلت السينما، دخلت السينما كنجمة، فمثلا  في دور أمينة فيلم ابن الشعب في سنة 1934، وس عمر سنة 1941 مع أستاذها نجيب الريحاني، وتحيا الستات في سنة 1944.

ترددت شائعات عن ارتباطها بأحمد حسانين باشا، وإن الملك طلبت من الريحاني طردها من مسرحه، وبعدها ترددت قصص عن ارتباطها بأحمد عبود باشا، ثم قطعا للقيل والقال، تزوجت من رجل الأعمال جمال عزت، لكن هذه الزيجة لم تستمر طويلا، بسبب غيرته الشديدة، فانفصل الثنائي.

زواجها من سراج منير

كان أول أفلام ميمي شكيب في دور أمينة فيلم ابن الشعب في سنة 1934،والذي يحكي عن شاب ينشأ بين أبوين فقيرين لكنه حين يصبح محاميًا ذا منصب عالٍ ويتنكر لأبيه وأمه، وحين يعتزم الزواج يتقدم إلى فتاة من الطبقة الأرستقراطية مدعيًا أنه ينتمى على هذه الطبقة وأن أباه قد مات، حين يعرف أبوه بفعلته، يصدم في ابنه ليموت بأزمة قلبية، لكن الشاب يرسل إلى خطيبته خطابًا يعترف فيه بأصله وفصله، وفي أثناء الفيلم وقعت ميمي في حرب سراج، واشتعل فتيل الحب في قلب سراج، لكن أسرتها رفضت زواجها، لرغبتها في العودة لزوجها الأول.

ظل الحب في قلب الثنائي، وبعد 3 سنوات، اجتمع الثنائي في فيلم الحل الأخير، واشتعلت شرارة الحب مرة آخرى، وظهرت شمس الحب مرة آخرى، لكن هذه المرة كان الرفض من أسرة سراج منير، لكونها فنانة، ومن الصعب أن يقبل والد سراج أن يتزوج ابنه من فنانة (كان جده لأمه محافظا لبور سعيد، وكان والده عبد الوهاب حسن مدير عام التعليم العالى بوزارة المعارف، وله مؤلفات فى علم الجبر)، وبعد الحاح وإصرار، وتدخل من نجيب الريحاني صديق الأسرة، تزوج الثنائي، وهي زيجة من أطول زيجات الوسط الفني.

تجربة إنتاج قاتلة

خاض سراج منير تجربة الإنتاج في فيلم (حكم قراقوش)، وكان أضخم إنتاج مصري وقتها، ومن إخراج شقيقه فطين عبد الوهاب، والذي تسبب في خسارة فادحة له، مما دفعه لرهن الفيلا التي كان يعيش فيها مع زوجته الفنانة الراحلة ميمي شكيب، وأصيب بذبحة صدرية بسببه، وظل يعاني من مشاكل صحية حتى وفاته أثناء نومه في 13 سبتمبر سنة 1957، وقررت ميمي ألا تتزوج بعده.

في بداية سنة 1974، اقتحمت قوات الأمن شقة ميمي شكيب وألقت القبض عليها برفقة 8 فنانات منهن آمال رمزي وسامية شكري وزيزي مصطفى وناهد يسري ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفني، ورجل عربي الجنسية، ووقتها جاء في محضر الضبط  أن تحريات الإدارة العامة لمباحث الآداب أفادت بوجود شبكة دعارة تقودها الفنانة ميمي شكيب، ولم تنشر الصحف عن قضية مثلما نشرت عن هذه القضية، واسموها بقضية الرقيق الابيض.

وفي عدد رقم 6271، من جريدة المساء في 23  يناير 1974،  جاء في تفاصيل الواقعة إن الفنانة تم القبض عليها في شقتها، برفقة عدد من الفنانات، وفي  16 يوليو 1974 تم تبرئة ميمي شكيب وكل من معهت، مستندة في حكمها على عدم إلقاء القبض عليهن وهن في حالة تلبس بينما أثناء جلسة عادية لشرب القهوة، ولم يثبت أي شيء عليهن.

لا تحتاج لأدلة لتعرف أن القصة برمتها قضية مفبركة، مثلا ميمي شكيب سنة 1974 كانت 61 سنة، فهي من مواليد 1913، وسانتقل معك للسؤال الثاني، هي لا تمارس الدعارة بل تسيرها وتديرها؟، حسنا لماذا لم يتم القبض على الفتيات متلبسات، مباحث الاداب لا تتوصي في “اللف في الملايات”، وهذا لم يحدث، وفقا لشهود العيان، خرج الجميع في كامل ملابسه.

والقضية بها مجموعة عَوَاويرُ قانونية تنسف القضية من الأساس، وإذا كنت تحب أن تقرا، أحيلك إلى تحقيق للأستاذ أسامة الشاذلي، ووسيم عفيفي في موقع الميزان بعنوان “ميمي شكيب وتهمة الرقيق الأبيض”.، ونتيجة لهذه القضية أصيبت شقيقته زوزو باكتئاب حاد حتى رحيلها سنة 1978.