واحد من المعجونين بفن التمثيل، صاحب طلة مميزة لا تخطئها العين، هو الفنان الكبير حسين الشربيني الذي ولد في مدينة القاهرة عام 1935، ودرس علم النفس والاجتماع في كلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرج فيها في 1958، ودرس بعد ذلك في المعهد العالي للفنون المسرحية بناء على نصيحة أستاذه بالجامعة الدكتور رشاد رشدي.
برزت موهبة الفنان الراحل حسين الشربيني، الفنية في المرحلة الجامعية بشكل كبير، الأمر الذي دفع الدكتور رشاد رشدي، المشرف الفني بالكلية في ذلك الوقت، إلى دفعه لدراسة الفنون المسرحية، وهو ما فعله الشربيني، ليتخرج من كلية الآداب عام 1958، ويحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1960.
ونصحه د.رشاد رشدي الذي كان مشرفاً علي الفرقة الفنية بكلية الآداب بضرورة الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية حتي يثقل موهبته بالدراسة.لينطلق في السنوات اللاحقة في عالم الفن والتمثيل ويصير أحد ألمع الأسماء فيه، وكان من بين أبرز ادواره دوره كتاجر قماش في مسلسل "الحاج متولي".
بقدر ما كانت حياة الفنان الراحل حسين الشربيني مليئة بالمفارقات الغريبة، إلا أن وفاته في شهر رمضان عام 2007 شهدت مفارقة غريبة، وتحديداً حينما صُلي عليه في مسجد رابعة العدوية بعد مرور 24 ساعة على صلاته لصلاة العصر في المسجد نفسه، وهو ما أدخل إمام المسجد حينها في حالة بكاء شديد.
وقال الإمام للمصلين قبل البدء في صلاة الجنازة: "أيها الأحبة من أمة محمد.. دعوني أقول لكم قبل الصلاة أن أخوكم الذي حضر قبل قليل محمولاً على الأعناق داخل هذا النعش كان هنا في هذا المكان عصر يوم أمس تحمله أقدامه، ويجلس يقرأ القرآن الكريم من بعد صلاة العصر وحتى قبل أذان المغرب بقليل، ودموعه تتساقط بشدة، وجسده يرتجف بعنف".
وأضاف: واليوم وبعد مرور 24 ساعة عاد لنفس المكان، لا ليقرأ القرآن، ولا لتتساقط دموعه، ولا ليرتجف جسده، لكنه جاء لنقرأ نحن القرآن الكريم، ونصلي صلاة الجنازة عليه، ونودعه إلى مثواه الأخير.
وتوفي حسين الشربيني أثناء جلوسه مع زوجته وابنتيه نهى وسهى على مائدة الإفطار في رمضان، حيث تناول عدداً من التمرات، وبعدها ارتشف 3 أكواب من الماء، لتفيض روحه إلى بارئها عن عمر ناهز 72 عاما.