حقق فيلم طباخ الريس للفنان طلعت زكريا نجاحا معقولا في شباك التذاكر، لكنه حقق نجاحا جماهيريا أكبر عند عرضه تلفزيونيا.
ربما لكونه أول فيلم مصري يحكي عن كواليس الرئاسة في حياة رئيس وليس بعد وفاته، وبرغم فشل الفيلم نقديا، لكن الفيلم يعتبر أفضل ما قدمه طلعت زكريا كبطل أول، وما قدمه بعده يجعلك تحب هذا الفيلم، يكفي مثلا مأساة “الفيل في المنديل”.
لكن كيف بدأت القصة.
يقول طلعت زكريا: “بعد عرض فيلم «السفارة في العمارة»، وبعد أن شاهدت الفيلم وانفعلت معه ومع القصة الهامة التي يناقشها وكيفية صياغة يوسف معاطي لها بكيت، وقلت في نفسي: «هكذا تكون الأفلام»، وفكرت وقلت لنفسي: «إذا كان يوسف معاطي صديقي منذ ما يزيد على 20 عاماً، ويكتب تلك الأفلام الأكثر من رائعة، فلماذا لا يكتب لي؟ حللت الموضوع في رأسي أكثر من مرة، وقرّرت أن أتحدث إليه.
ويضيف زكريا: “بالفعل، قرّرت أن أحضّر له مفاجأة، وتوجّهت إلى المقهى الذي يجلس فيه، وطلبت منه أن يكتب لي فيلماً، وكانت المفاجأة في رد يوسف لي بالحرف الواحد: «أنت بتاع حاحا والحاجات دي وأنا راجل بتاع سياسة وموضوعات ثقيلة، المهم أنني أقنعته. وبينما كنا نتشاور معاً لإيجاد فكرة دخل علينا رجل يشبهني وسلم عليَّ، وطلب مني أن يصوَّر معي، وبعد أن ذهب قال لي يوسف: هل تعرف من هذا الرجل؟ فقلت له: لا. فقال لي: إنه طباخ الرئيس. وعلى الفور، قلت له: هذه هي الفكرة، ولم نقم من جلستنا حتى اتفقنا على كل تفاصيل الفيلم، وكل ما فيه. وبعد 15 يوماً كان السيناريو بين يدي.
لكن الأزمة لم تكن في السيناريو، فيوسف معاطي يمكنه كتابة سيناريو كل ساعة.. الأزمة بعد ذلك في الاعتذارات.
كان المخرج عمرو عرفة هو مخرج العمل الأول، خاصة أنه أخرج فيلم السفارة في العمارة من بطولة عادل إمام وتأليف يوسف معاطي نفسه، لكن عمرو اعتذر، وارجع طلعت زكريا اعتذاره لظروف مرضية، لكن عمرو يقول: “خططت منذ بدايتي الا اقدم نوعا واحدا من الافلام، وعندما اخرجت فيلم جعلتني مجرما بطولة احمد حلمي وغادة عادل وحسن حسني اعتذرت عن طباخ الرئيس لان كليهما كوميديا واعتبر نفسي كالممثل الذي يفضل التنويع بادواره لذا قررت الحصول علي خبرة تؤهلني لاخراج اي فيلم”.
لغز عادل إمام
كانت الأخبار تتوالي أن عادل إمام سيجسد دور حسني مبارك في فيلم سينمائي، لكن كيف بدأت القصة وكيف انتهت، الجواب من حوار صحفي لزكريا، يقول فيه: “الفنان عادل إمام أمره حيّرني، حيث إنه وأثناء تواجده مع عمرو عرفة وجد عنده سيناريو الفيلم، وطلب أن يقرأه. وبعد أسبوع، فوجئنا به جميعاً يتصل ببرنامج «البيت بيتك»؛ ليعلن مشاركته في الفيلم، وأن دوره صغير، وأنه وافق على أن يكون اسمه بعد اسمي إيماناً منه بالوقوف بجانب الموهوبين الباحثين عن فرص.
ويكمل طلعت: “ثم، فوجئنا به بعد ذلك يعتذر لندخل جميعاً في حيرة: هل هذه كانت مجرد دعاية أراد أن يصنعها لنفسه على حساب عمل الآخرين؟”.
لكن قبل عادل إمام تحدث المخرج عمرو عرفة مع الفنان رياض الخولي للقيام بدور الرئيس، واتفقا سويا على الشكل الذي سيظهر به الرئيس، ومع دخول عادل إمام على الخط انسحب الفنان رياض الخولي.
وقرر فريق العمل أن يُسند الدور للفنان محمود عبد العزيز، وقال عبد العزيز إن الدور أعجبه خاصة أن يوسف معاطي كاتب مثقف وقال: “عندما قرأت دور الرئيس في سيناريو الفيلم.. اعجبني الدور ووجدت انه كبير وانه محور الاحداث.. ويتساوى في البطولة مع دور طباخ الرئيس”، لكنه عاد واعتذر عن الدور، ويفسر زكريا اعتذار عبد العزيز قائلا: “عبد العزيز خشي من تقديم الدور؛ معللاً خوفه بأن شخصية الرئيس لا يصحّ أن تكون كوميدية وتضحك الناس.
وعندما جاء المخرج سعيد حامد، رشح الفنان خالد زكي لدور الرئيس، وكان خالد زكي يلعب دور صغير في الفيلم (الدور الذي لعبه الفنان أشرف زكي بعد ذلك”.
دور الزوجة
كانت حنان ترك المرشحة الأولى لدور الزوجة، ووافقت بالفعل على الدور، لكنها اعتذرت بعد ذلك، بسبب تعطيل التصوير، فرشح المخرج الفنانة نيللي كريم والتي وافقت على العمل، لكن تعطل التصوير مرة آخرى، وحملت نيللي كريم، فاعتذرت عن الدور، ليتم إسناد الدور لداليا مصطفى التي كانت غائبة من فترة بسبب زواجها من الفنان شريف سلامة.
كان الفيلم يجمل اسم طباخ السيد الرئيس، لكن تم تغييره لاسم طباخ الريس، وبعد الانتهاء من تصويره، دخل بطل الفيلم طلعت زكريا في غيبوبة طويلة، وبعد الفيلم جلس مع الرئيس الراحل حسني مبارك، وأثنى مبارك على قصة الفيلم، ووقتها عرض عليه طلعت زكريا فكرة الجزء الثاني من الفيلم، فوافق مبارك على الفكرة، وأعطى الإذن بإنتاجها.
وأعلن زكريا أكثر من مرة البدء في تصوير الجزء الثاني من الفيلم، مرة باسم طباخ الرئيس 2، ومرة باسم حارس الرئيس، ومرة باسم الطباخ والرئيس، وظل الفيلم يتأجل، حتى توفي طلعت زكريا في 8 أكتوبر 2019.