تاريخها الفني قصير للغاية، وأدوارها متشابهة جدا، فهي دوما ما تقوم بدور ابنة السيدة التي تعامل شادية بقسوة، وتحب البطل وترتبط به وتعامل الخدم معاملة سيئة للغاية، لكن البطل يحب البطلة ويحاول الهرب منها، فتكيد له المكائد، إنها الفنانة منى، الفنانة التي حققت شهرة كبيرة في وقت قصير، وعُرفت بلقب خطافة الرجالة.
ولدت منى بالعاصمة اللبنانية بيروت، في 23 نوفمبر 1923، واسمها الحقيقي إلين داغر، وهي ابنة المنتجة الكبيرة آسيا داغر، وابنة خالتها الفنانة ماري كويني، وعائلتها الفنية هي التي جعلتها تحترف الفن، ورغم إنها ابنة منتجة كبيرة لم تطمح للبطولة ولم تخطط لها.
هاجرت “إلين” مع والدتها المنتجة الشهيرة إلى مصر، عقب وفاة والدها، وأقامت مع ابن عمها أسعد داغر، والذي كان صحفيا شهيرا في الأهرام، وقامت والدتها بإنشاء شركة إنتاج سينمائي تحمل اسم “لوتس فيلم”، فعشقت إلين التمثيل، ونصحها المقربون منها بتغيير اسمها إلى “منى” بدلا من إلين، ليكون قريبا من الجمهور.
في عام 1944، خاضت منى أولى تجاربها السينمائية، حيث شاركت في بطولة فيلم “أما جنان”، أمام الفنان حسن فايق، والفنانة فردوس محمد، وشاركتها البطولة والدتها آسيا داغر، والفيلم تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج هنري بركات.
وقال ابنها محمد علي برهان في حوار متلفز لليوم السابع مع الزميلة زينب عبد اللاه، إن والدته دخلت المجال الفني إنقاذا للموقف، لأن الفنانين رفضوا دور الشريرة في الفيلم الذي تنتجه والدتها، فقررت هي القيام به، وذلك بعد اقتراح من المخرج هنري بركات مخرج الفيلم، وكانت أجرتها في الفيلم هي الفساتين التي كانت ترتديها.
توالت بعد ذلك أعمالها السينمائية، حيث قدمت عدد من الأفلام أبرزها “ست البيت”، “شاطئ الغرام”، “قدم الخير”، “أنا وحدي”، “آمال”، ” الدنيا حلوة”، وبلغت أعمالها 22 عمل فني كلها في السينما.
وكتبت القصة والسيناريو والحوار لفيلم محسوب العائلة من بطولة إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا، ويحكي الفيلم عن راقصة تتزوج سرًا من شاب ثري، وعندما تعلم عمة الشاب تزوجه من فتاة مستهترة وتدفعه لتطليق الراقصة التي تعكف على تربية ابنتهما، وفي إحدى الحفلات تغني الطفلة وترقص الأم وتكتشف العمة سوء أخلاق الفتاة التي اختارتها زوجة لابن أخيها فتسعى لتلم شمل الأسرة من جديد، ويعتبر فيلم (محسوب العائلة) أول ظهور سينمائي لنجاة الصغير، وكانوا يطلقون عليها في الصحف شبيهة أم كلثوم.
وفي عام 1954، قدمت أفلام لمين هواك، ويا ظالمني، ثم اعتزلت مجال التمثيل، بعد أن وجدت أن أدوارها متشابهة ولم تعد تستطيع تقديم جديد، خاصة أن المخرجين والمنتجين حصروها في دور الفتاة الشريرة “خطافة الرجالة”، وكل أفلامها متشابهة للغاية بدون تغيير يُذكر حتى في الملابس، حتى إن الجمهور أطلق عليها لقب خطافة الرجالة من شدة تكرار دور خطف حبيب البطلة التي في الغالب ما تكون الفنانة شادية.
الزواج والاعتزال والإسلام
وتزوجت من المهندس على برهان وانجبت ولد وبنت ثم انفصلت عنه عام 1953، وفي عام 1955، تزوجت من رجل القانون الشهير علي منصور، بعد أن أشهرت إسلامها، وقامت بالعمرة مرة واحدة في حياتها وأطلقت على نفسها اسم عصمت، وهو الاسم الذي اختارته لنفسها بعد الإسلام، وفي المرة الثانية التي كانت تنوى فيها الذهاب للعمرة، توفى زوجها، فلم تتم العمرة.
في 6 يونيو 2000، رحلت الفنانة منى عن عالمنا عن عمر يناهز 77 عاما، ورحلت في صمت تام، لكن الهبادين لم يتركونها، فألفوا قصة عنها انتشرت كالنار في الهشيم، وهي قصة وفاتها في السعودية ودفنها في البقيع، حتى لو كتبت الفنانة منى على جوجل ستظهر لك مئات النتائج عن دفنها في البقيع، ووصفوها بأول مسيحية تدفن في البقيع وأنها أنجبت ابنتها أثناء الحج وصلى على جنازتها 50 ألف مسلم فى المدينة المنورة، وهي قصة مختلقة تماما.
فمحمد على برهان ابن الفنانة الراحلة منى داغر، صرح في حوار لليوم السابع، إن والدته الفنانة منى داغر توفيت ودفنت بالقاهرة فى 27 مايو عام 2000، وقال نصا: “والدتى أسلمت فى الأربعينات من القرن الماضى وتزوجت من والدى المهندس على برهان وأنجبتنى وأختى مفيدة برهان وهي حرام اللواء نبيل شكري، ثم انفصلت عنه عام 1953 وبعده تزوجت من على منصور المحامى الذى كان يتولى قضايا والدتها الفنانة والمنتجة الكبيرة أسيا وأنجبت منه بنتين”.
لم تعمل منى مع أي شركة إنتاج أخرى بسبب صرامة والدتها، التي كانت ترفض عملها مع أي منتج رغم العروض التي كانت تتلقاها، ويتردد أيضا في المواقع الصحفية التي تتخذ من قناة طيف الحب مصدرا لها إن منى تشاجرت مع أسيا وطالبتها بحرق أفلامها، وهي قصة مختلقة أيضا، وكانت العلاقات بينهم على ما يرام حتى وفاة أسيا سنة 1986، بل إن علي منصور زوج منى كان هو المحامي والمستشار القانوني لأسيا، والتعارف بينهما تم بسبب علاقة علي منصور بالمنتجة آسيا.