ضربت سلسلة من الزلازل المتتالية جنوبي ووسط تركيا، اليوم الإثنين، وتسببت في انهيار العديد من المباني، فيما امتدت آثارها إلى المناطق الحدودية في الشمال السوري.
من جهتها، أعلنت تركيا "الاستنفار العام" في المناطق المنكوبة، وأدت الهزات الأرضية المتتالية إلى مقتل 1541 شخصا، فيما تسبب في تهدم 2824 مبنى، مع توقع بارتفاع أعداد الضحايا.
في المقابل، ارتفعت حصيلة الضحايا شمال غربي سورية إلى 783 قتيلا وأكثر من 2100 مصاب في مناطق المعارضة والنظام السوري، فيما لا تزال حصيلة الضحايا مرشحة للزيادة بشكل كبير جراء وجود عائلات بأكملها مفقودة تحت ركام المباني.
1541 قتيلً في تركيا
أعلن نائب الرئيس التركي قبل قليل إنّ عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد ارتفع إلى 1541 قتيلًا.
تحذيرات إلى 14 دولة بتسونامي
قال رئيس مركز رصد الزلازل في تركيا هالوك أوزنر خلال مؤتمر صحافي إنّهم رصدوا حوالى 100 هزّة أرضية نتيجة الزلازل التي ضربت تركيا حتى الآن. وفي وقت لاحق، أشار المركز إلى 134 هزّة أرضية ناجمة عن الزلازل.
وتحدّث أوزنير عن قوّة الزلزال، موضحًا أنّه الأقوى منذ 24 عامًا في هذه المنطقة الجغرافية. وأضاف "لقد شعر به الناس خارج الحدود، في قبرص التركيا والعراق وسورية، وأدّى إلى خسارة الأرواح". ولفت إلى وقوع زلزال بقوّة 6.6 بعد الزلزال الرئيسي، قائلًا إنّ ستنخفض في قوّتها لكن ستستمر في الأيام المقبلة. وأنّها قد تتواصل حتى عام.
وتطّق رئيس المركز إلى إمكانية وقوع تسونامي. وقال "نحن ندرس إمكانية حصول تسونامي، وقد حذّرنا 14 دولة. وندرس ارتفاع سطح البحر في ثلاث نقاط مختلفة. هناك موجة يبلغ ارتفاعها 17 سنتيمترًا في فاماغوستا، و13 سنتيمترًا في مرسين و13 سنتيمترًا في إسكندرون".
ضربت وسط تركيا ثلاثة زلازل حتى الآن، وبحسب مسح هندسة النظام الشمسي Solar System Geometry Survey، فإنّ توقيتاتها وقوّتها وأعماقها كانت على الشكال التالي:
783 قتيلا و2300 إصابة في سورية
ارتفعت حصيلة الضحايا جراء الزلزال العنيف الذي ضرب شمال غربي سورية إلى 783 قتيلا وأكثر من 2100 مصاب في مناطق المعارضة والنظام السوري، فيما لا تزال حصيلة الضحايا مرشحة للزيادة بشكل كبير جراء وجود عائلات بأكملها مفقودة تحت ركام المباني.
وقال مصدر من الدفاع المدني السوري لـ"العربي الجديد" إن حصيلة الضحايا في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي البلاد بلغت 380 قتيلا و1000 جريح على الأقل
من جانبه أعلن معاون وزير الصحة في حكومة النظام السوري أحمد ضميرية ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في مناطق سيطرة النظام إلى 403 قتلى و 1284 مصابا. وتبقى الحصيلة قابلة للزيادة أيضا مع استمرار عمليات الإنقاذ.
592 قتيلاً في سورية جراء الزلزال
قتل 592 شخصاً وأصيب المئات بجروح في سورية جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.
تقاسمت مدن حلب واللاذقية وإدلب وطرطوس وحماة الحجم الأكبر من المأساة، وتصدرت الوفيات والأبنية المهدمة، مدن حلب واللاذقية بحصيلة متزايدة بلغت 326 ضحية و1042 مصاباً وانهيار أكثر من 1700 مبنى حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، بحسب وزارة الصحة السورية التابعة للنظام السوري.
الدفاع المدني السوري: 150 قتيلا و350 مصابا حصيلة غير نهائية
قالت منظمة الدفاع المدني السوري، إن حصيلة ضحايا الزلزال في مناطق شمال غربي سورية ارتفعت إلى 150 قتيلاً وأكثر من 350 جريحاً في إحصائية غير نهائية، وإن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود مئات تحت الأنقاض، وتواصل فرق الإنقاذ عملها في البحث عن ناجين، وانتشال القتلى من تحت الأنقاض.
وأكد مصدر من الدفاع المدني السوري لـ"العربي الجديد"، وجود عشرات العائلات بأكملها مفقودة تحت ركام المباني، موضحا أن الدفاع المدني حاليا غير قادر على إحصاء الضحايا بسبب كثرة المواقع المتضررة ونقل الضحايا إلى مشاف في مناطق مترامية الأطراف.
أعداد ضحايا الزلزال تتزايد في مناطق سيطرة النظام السوري
أعلن معاون وزير الصحة في حكومة النظام السوري، أحمد ضميرية، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في مناطق سيطرة النظام إلى 326 وفاة و1050 إصابة. وتبقى الحصيلة قابلة للزيادة أيضا مع استمرار عمليات الإنقاذ.
وكانت حصيلة سابقة تشير إلى 239 وفاة، و648 إصابة معظمها في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس.
وفيات وإصابات في مناطق سيطرة "قسد"
من مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، قال مراسل "العربي الجديد"، سلام حسن، إن طفلاً قضى في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي محافظة حلب، فيما أصيب طفل آخر في حصيلة غير نهائية، وذكرت مصادر إعلامية مقربة من "قسد" أن 6 أشخاص فقدوا حياتهم، وأصيب 8 آخرون من جراء الزلزال في حيي الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعين لسيطرتها في مدينة حلب.
أعداد ضحايا الزلزال تتزايد في مناطق الشمال السوري
لا يوجد إحصاء نهائي لحصيلة الضحايا في مناطق الشمال السوري، وأكدت مصادر من الدفاع المدني السوري أن عمليات إنقاذ جارية في الباب وسرمدا وعفرين وإعزاز ومناطق أخرى. وأعلن الدفاع المدني في وقت سابق اليوم، أن شمال غرب سورية منطقة منكوبة نتيجة للوضع الكارثي الذي سببه الزلزال.
وقال علاء الصالح، من بلدة دير حسان بريف إدلب لـ"العربي الجديد"، إنهم استيقظوا فجر اليوم مذعورين إثر اهتزاز منزلهم بشكل متواصل مدة دقيقتين وسقوط أجزاء من المنزل فوق رؤوسهم، وأنهم في العراء بسبب الخوف من سقوط المنزل فوق رؤوسهم، أو حدوث ارتدادات جديدة وهزات أخرى. مضيفا أن هناك مستشفيات أعلنت عن حاجتها للتبرع بالدم من جراء كثرة المصابين.
الزلزال الأقوى في سورية منذ 1995
قال مدير المركز الوطني للزلازل، رائد أحمد، إن المناطق السورية تأثرت بالزلزال الذي ضرب جنوب تركيا، وكانت المناطق القريبة من مركز الزلزال في إدلب واللاذقية وحلب هي الأشد تأثراً. موضحا أن هزات ارتدادية حدثت تباعاً، لكنها أضعف من قوة الزلزال الأصلي.
وأكد أن الزلزال هو الأقوى منذ عام 1995، وكان بقوة 7.7 درجات، وتلاه زلزال آخر بقوة 6.4 درجات.
وفي مناطق المعارضة السورية، مازالت فرق الإنقاذ تعمل على إنقاذ وانتشال ضحايا من تحت مبان دمرها الزلزال في إدلب وحلب، وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن أبنية بأكملها تهدمت فوق ساكنيها، ويوجد حي بأكمله في مدينة سرمدا شمال إدلب مهدم فوق ساكنيه حيث قضى وجرح العشرات.
"الخوذ البيضاء" تعلن شمال غربي سورية منطقة منكوبة
أعلنت فرق الدفاع المدني "الخوذ البيضاء"، أن شمال غربي سورية منطقة منكوبة جراء الزلازل، موضحة في بيانٍ صباح اليوم الإثنين، أنه "على أثر الهزة الأرضية في الشمال السوري وتطبيقاً لآلية الطوارئ والاستجابة في الدفاع المدني السوري، ونتيجة للوضع الكارثي من انهيار المباني والتصدعات الحادة والمئات من الإصابات والعالقين والعشرات من القتلى ونظراً لنقص الإمكانيات والخدمات، وعدم توفر مراكز الإيواء ونقاط التجمع الآمنة وظروف الطقس العاصفة والمثلجة ودرجات الحرارة المنخفضة".
ودعت "الخوذ البيضاء" جميع الجهات المحلية والقوى المدنية إلى استنفار كوادرها، ونوصي جميع المنظمات الإنسانية الصحية والإغاثية العاملة في سورية بتقاسم العمل وفق نظام التكافؤ وتوزعها الجغرافي حرصاً على تغطية الاحتياجات الضرورية للجميع وفق المستطاع ونهيب بجميع المنظمات الإنسانية الدولية التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم.
وزارة الصحة في حكومة النظام: 111 وفاة و516 إصابة
أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري تسجيل 111 حالة وفاة و516 إصابة في محافظات حلب، واللاذقية، وحماة، وطرطوس، مشيرة إلى أنه تم إرسال فريق طوارئ (مسعفين وأطباء اختصاصيين) وعيادات متنقلة مجهزة، وسيارات إمداد (أدوية ومستلزمات إسعافية وجراحية) من الإدارة المركزية في دمشق ومحافظات حمص وطرطوس، إلى حلب واللاذقية.
وكالة أنباء النظام السوري: وفاة 42 شخصاً ونحو 220 إصابة وصلت إلى مشافي محافظة اللاذقية حتى الآن مع استمرار عمليات الإنقاذ
الحكومة السورية المؤقتة تستنفر وحداتها العسكرية
طلبت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة (معارضة) من كل الوحدات والتشكيلات العسكرية في "الجيش الوطني السوري"، تقديم المساعدة لعناصر الدفاع المدني، وتقديم الآليات المطلوبة لإنقاذ وإسعاف المصابين والمتضررين من الزلزال.
ووجهت كلّ الحواجز بتأمين مرور عربات الإسعاف بشكل سريع، وأخذ الاحتياطات الضرورية.