لا حياة خارج الأرض

ما أراه من الأرض أفضل بكثير من صور التليسكوب جيمس ويب. أبحاث استكشاف الفضاء إذا لم تكن لإثبات أو تطوير قوانين فيزيائية تنعكس على معرفة وفائدة ملموستين فهي تفاهة وإسراف لا طائل منهما.

أتفهم شغف الناس بالسماء ومشاهدة الأجرام ومافيها. بل أحب ذلك الرصد الليلي لحلقات زحل وفجوات القمر.

لم أعد أفعل ذلك منذ ابتلعني ضجيج صنعاء بأفقها الضيق المحاط بالجبال وسمائها غير الصافية معظم أوقات السنة والتي لا يرى فيها النجم القطبي ولا الزهرة ولا نجم سهيل وحتى لم أرصد فيها شهاباً وكنت في صغري أرصد الكثير منها في ليالي مدينة الحديدة.

لاحياة خارج الأرض ولن يأتي يومٌ ينتقل فيه الناس للعيش في جرم سماوي بشكل شبه طبيعي. لدينا على الأرض الكثير مما يمكننا التعاون عليه ومما يمكننا التنازل عنه لمصلحة البشر الآخرين.

على الأرض وحدها تتوفر فرص البقاء إلى الأبد أو الزوال السريع في تناحرات حدية بسبب سياسات الاستعلاء والاستحواذ والصراع بأنانية على الثروة.

 أتساءل مذكراً أن على الأرض فائضاً للثروة يجعلنا نعيش برخاء مدة طويلة، لماذا هذا الهلع على الفضاء إن لم تكن هذه الرحلات هروباً من مسؤوليات العيش العادل على الأرض.

 

من صفحة الكاتب على "فيسبوك"