صانعة سلام أم دهقن حرب ؟

تطمئن السعودية إلى حقيقة جغرافية هي رابطها باليمن على عكس المتدخلين الإقليمين (مصر الستينيات أو ايران حالياً). هذه الأفضلية المكانية توعز لها بإمكانية الاحتفاظ باليد الطولي في مستقبل أي صيغة تصالح وإحلال السلام في جارها الشقي.

وافقت على انسحاب متبادل مع عبد الناصر واليوم توافق على تقارب ايراني؛  خروج سعودي (مشرّف) من الملف يجعلها صانعة سلام لا دهقن حرب.

التاريخ لا يتكرر لكن التصورات متشابهة. خرجت مصر من اليمن بعد هزيمة قاسية في معركتهما الوجودية مع إسرائيل. مالذي يجبر إيران على الخروج من اليمن؟هذا إذا نحينا جانباً تفاوت القوة بين اليمنيين.

نعم، حتى لو خرجت السعودية من اليمن وتسيّد الحوثي وأكمل سيطرته على كامل التراب اليمني فإنه لا غنى له عن السعودية في تسيير دفة البلاد.

سيمد يده للسعودية ويوافق على ما تريد. ليس الحوثي نافراً من السعودية أكثر من عسكر وتكنوقراط الجمهورية في الستينيات. الا ان الاقتصاد فوق توهمات الايديولوجيا. إلا ان هذه المعادلة تخص الحوثي والسعودية ولا تخص اليمنيين وتستجيب لتطلعاتهم ومآل نضالاتهم. السعودية بالنسبة لليمن هي جار ورافد اقتصادي إلا أن لها مصالحها الخاصة وليست معنية بكيف يريد اليمنييون حكم أنفسهم. مصالحها تفرض عليها إلا تتعامل مع جذور المشكلة اليمنية طالما حلها يقتضي الديمقراطية.