يتحرر الفرد من الدين عندما يتوقف عن التفكير به. أما كثافة العناية به باتجاه التدين أو الإلحاد فهي دليل على عدم انفكاك من الدين، إنما الخوض فيه والتمسك به وإن بطريقة معاكسة.

الجدل الذي يتشكّل على وسائل التواصل الاجتماعية على شكل إلحاد ونقيضه يؤكد على أن المتجادلين المختلفين يتساوون من حيث القيمة وإن اختلفوا في التوجه: الامتثاليون والمتزمتون التطابقيون من جهة، العلماناويون والاستعراضيون والشعبوييون من جهة أخرى.

فكلاهما يؤسس خطابه على معيارية النهج الذي تبناه. بمعنى آخر، صحة أو بطلان تصوره بينما يتهرب من السؤال الأعمق حول أهمية الدين للفرد وموقع الدين في حياة فردانية معاصرة.

فسؤال الدين يطرح فكرة الإيمان موضع الفحص بعيداً عن محتوى الدين. والإيمان قد يكون بالعلم وهنا يتساووا المؤمنون وإن اختلف ما يؤمنون به.

لأن الايمان هو المتغير المستقل والدين- أياً كان من دين-، التابع الذي يدور في فلك الإيمان.

لا جديد فلسفياً في التشكيك في الدين ولا جديد في اثباته. كل الأفكار مستهلَكة مجترة مكرورة وبطريقة سيئة غالباً.

الجديد الهش والساذج هو ربط هذا الجدل بالعِلم وكأن العلم حقيقة متعالية على الإنسان، حقيقة سماوية لا ينتجها الإنسان. لذا، فهي صالحة للحكم على الإيمان بطلانًا أو اثباتاً له.

من صفحة الكاتب في فيسبوك