جنايات السلَفِية في عدن

السلفية نخرت وجه عدن الكوزموبوليتي وأعطبت وعي الجنوب كله كالسرطان. في السابق، كان الأخوان في اليمن يرددون أحد شعاراتهم الغبية: لا شرقية لا غربية إسلامية إسلامية. الوضع في الجنوب يتجاوز مرحلة الشعارات، إذ صار التفكير بعقلية السلفي هو المعشعش في أدمغة الناس وباتت السلوكيات السلفية، حتى من غير المتدينين، ثقافة.

وقد تردى بالناس هناك الحال حتى أصبح قطع يد بني آدم في القرن الواحد والعشرين شيئاً مسلماً به لا يثير الاشمئزاز.

ليس في كلامي دعوة لتشجيع السرقة التي هي فعل قبيح يستحق صاحبه عقوبة رادعة مناسبة دون قطع الأيادي لأسباب كثيرة.

علينا ألا نقفز على حالة الفقر السائدة وحقيقة حاجة المجتمع إلى دولة تحفظ الأمن وتمنع الجرائم قبل وقوعها ولديها قوانين ومؤسسات وقوات صارمة تأتي بالسرق مربطين وتزج بهم في السجون مع عدم القبول بأي وساطات تجعل الشريف منهم ينفذ بجريمته على مرأى ومسمع المجتمع اليمني عامة والجنوبي خاصة الذي صار لسان حاله: لا شمالية ولا جنوبية، سلفية سلفية.

دائماً ما قلت: يحمل السلفي فيروس الجهاد في دمه كحامل لمرض الإرهاب المرعب. يستطيع السلفي التحول إلى إرهابي بسهولة، غير أن المصل العلاجي يبقى أيضاً بيد الجانب الجامي منها.

 لا يمكن بيوم وليلة اتخاذ قرار بإلغاء وجود السلفية حتى لا يتحولون إلى إرهابيين بسهولة. لا بد من تسليطهم على بعضهم، وهاني بن بريك قام بدور مهم في هذا الجانب لم يتنبه له الكثيرون ممن سلطوا الأضواء على نزعاته العنصرية العدائية فقط وتغاضوا عن ذلك الجانب المهم الذي أداه في مقارعة السلفية الجهادية.

موضوع الثقافة السلفية، و فيروس الجهادية وطريقة التخلص منها ومن ثم البحث عن طريقة لتحلل السلفية الجامية نفسها يحتاج أن يتزامن مع مشاريع تنموية تشغل الناس بالعمل وتجري بين أيديهم المال. المعالجة طبعاً، تحتاج إلى حذر وإلى دولة وأشخاص يعشقون النجومية (مثل "العلامة سابقاً" هاني بن بريك)  ممن يمكن احتواؤهم وتوظيفهم في تصفية الحالة السلفية من لغاليغا.

من صفحة الكاتب على فيسبوك