صليت في كنائس كثيرة، وفي مساجد أكثر، وتم دعوتي للمسيحية في عدة مرات، ورفضت، وتبادلنا الاحترام وانتهى الأمر بكل ود.
احتفلت مع أقليات مسيحية بأعيادهم الدينية في قرى نائية؛ تعلمت من شبابهم ونساءهم الرقص والابتهالات، وصليت في كل مسجد شدني أذانه واستكنت لصوت الصلاة بداخله.
إن قطر تدعو للإسلام، أو ترفض سلوكيات تخدش مجتمعها؛ يعتبر حقها الكامل، وبالمقابل العالم لازم يبادلها الاحترام مثل أي مجتمع مضيف.
لأن الفيفا لو نظمت بطولة في الهند، فلازم كل الزوار يبتعدوا عن أكل لحوم البقر احتراما لقدسية الهندوسيين، وهذا حق مكفول للهندوسيين مهما كنا نحب اللحوم.
في الأخير إن وُجدت دعوة للإسلام في المونديال، فأيضا يتواجد حق مكفول للجميع بالرفض، وما حد بيجبر حد على شيء.
وعلى ذلك؛ عزيزي مدعي الثقافة، الحياد معيار أساسي لقياس القضايا، وأعظم حقوق الإنسان حرية العقيدة والرأي والممارسات واحترام الأديان وعدم ازدراءها مهما كانت صحيحة أو خاطئة بنظرك كشخص، لأن كل راهب يقول إن باب الجنة هو محرابه الخاص، وكل راهب وكل ديانة لهم حق طالما يدعوا للممارسات بدون تطرف، وبدون ممارسة أي سلوك عدائي تجاه الآخر.
وخلي في بالك دائما إن مشكلة العالم كاملة هي التطرف وليس التدين بذاته، فأيش مشكلتك مع قطر لو أعلنت عدم تقبلها للمارسات المخالفة لعقيدة شعبها كدولة؟ مش المفروض العالم يحترم اللي تطلبه منهم قبل ما يحلوا وافدين بكل أدب؟
وما قالت نعادي حد، لكن قالت السلوكيات هذه يُرفض عرضها للعيان احتراما للمكان والمنشأ والتاريخ.
عزيزي مدعي الثقافة مرة ثانية، عدائيتك تجاه ديانة معينة لا يعني أن العالم لازم يمحيها ويمحي أي ممارسة عشان سواد عيونك!
لو أنت في رحلة بحث عن الحقيقة، ومعاك شوية خلايا غروية زيادة في دماغك خلتك أذكى من غيرك، فرجاء لا تكفر الناس البسيطة اللي ما قدروا يتعلموا أو يفكروا زيك، ولا تطلب من العالم يمحي تاريخه عشان فكرك المتنور وعقلك الجميل.
تصالحوا مع الناس، وفكروا بمعطيات حياتهم وتفكيرهم البسيط
لو كل العالم امتلك نفس الثقافة، فقد تنوعه وجماله.