باستضافتها لكأس العالم 2022م تكون قطر قد قدمت صورة حضارية للأمتين العربية والإسلامية وفتحت صدرها بكل ود للعالم ولعشاق الرياضة وكرة القدم، وجذبت أعين العالم لصورة مختلفة تماما عن تلك الصورة النمطية التي انطبعت لدى الشعوب الأخرى عن الأمتين العربية والإسلامية فكرا وثقافة واهتمامات وممارسات.
وبما أن الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد هي مشترك إنساني للبشرية، فأن تركيز دولة قطر والجهود التي بذلت للفوز بأحقية تنظيم البطولة تأتي في إطار رسالة إنسانية سامية تعزز هذا المشترك الإنساني وتبدد كل المفاهيم والصور المتخيلة عن الأمة العربية، وبعيدا عن الربح والخسارة فأن جوهر الرسالة ومضمونها يفوق كل الاعتبارات.
وعلاوة على أن هذا الإنجاز الاستثنائي هو مكسب عربي في الإساس إلا أنه يعد إنجاز إضافي لدولة قطر، إذ أدهشت العالم بالإرادة والإبداع والتجهيز والتنسيق لكأس العالم والذي سيتابعه باهتمام بالغ مليارات من عشاق المستديرة.
وجهزت قطر في وقت قياسي ثمانية ملاعب أشبه بالتحف الفنية بتصميمات حديثة يتجلى فيها التراث العربي لخطف أنظار جمهور كرة القدم وغرس الثقافة العربية الممزوجة بين الحداثة والأصالة في أذهانهم، كما جهزت بوقت قياسي أيضا كل متطلبات استيعاب الجمهور الضخم لكأس العالم من فنادق ومرافق وساحات للمشجعين والمحتفلين.
وسيقدم كوكبة من الفنانين والمبدعين من مختلف الدول العربية في حفل الافتتاح كرنفال فني بمزيج من سحر الموسيقى والفن العربي، وهي رسالة أخرى بدلالات قيمة يتابعها بشكل مباشر معظم سكان الكوكب.
لن يقتصر مشاهدة هذا الإنجاز على الزائرين لقطر فحسب. فالعديد من الدول جهزت شاشات عرض في ساحات عامة لبث المباريات والاحتفالات للمشجعين قبل وبعد المباريات حيث سيكون هذا المونديال هو مونديال الإثارة والمتعة.
نتابع مع عشاق كرة القدم في العالم هذا الحدث الكروي بتلهف ويزيد هذا الحدث تشويقا حجم الإبداع واللوحات الفنية والجمالية التي تأتي من قطر وملاعبها ومدنها وشوارعها المليئة بالجمال والدهشة ونتمنى للجميع متابعة ممتعة.