من الان فصاعدا ينبغي ان تنصرف معظم اهتماماتنا لمواجهة السردية المقيتة التي يكرسها الثلاثي المعادي الدولة اليمنية والذي بات يضم المتدخل الخارجي بشقيه(ايران-التحالف) وأدواتهما من انقلابيين وانفصاليين واصحاب مشاريع عائلية وجهوية.
هذه السردية تستهدف هدم البنى الاخلاقية والوطنية للمشروع الوطني والقائمين عليه، من خلال وصفهم بانهم "مرتزقة عدوان"، وهو توصيف من الواضح انه موجه بشكل مقصود لتعويض التموضع الوقح والمخزي لهذه الاطراف ضمن الاجندات العدائية للجمهورية اليمنية ووحدتها ونظامها الجمهوري.
وينبغي ان نذكر الحوثيين بان اسلافهم كانوا مرتزقة ومرتهنين لذات الدولة التي يصفونها بالعدوان، وان الشعب اليمني هزمهم وهزم التحالف العدواني الواسع الذي ضم الانظمة الغاشمة والغرب ومرتزقته المحترفين والخبراء الاسرائيليين ولفيف لا نهائي من شذاذ الآفاق.
ان المأزق الذي يعاني منه المناضلون ضمن المشروع الوطني يكمن في عدم قدرتهم على الفكاك من عقدة التدخل السيء للتحالف الذي يقدم نفسه كجهة اسناد اخوية بينما هو في الحقيقة يتكامل مع المهمة الايرانية لاختطاف الدولة اليمنية وتفكيكها.
وهي حجة يشهرها الحوثيون بشكل خاص حينما يتعلق الامر بالسعودية والامارات، ويرفعها الانفصاليون وبقايا النظام السابق حينما يتعلق الامر بالادوار المزعومة لبقية الاطراف الاقليمية والخارجية مثل قطر وتركيا وعمان.
لنكن صريحين وصوتنا مرفوع، ونضع كل اعداء الدولة اليمنية ومن تواطأ معهم في سلة واحدة، فليس من المبالغة القول ان رأس السلطة الشرعية والتحالف وادواته وايران وعملاؤها الحوثيون هم اعداء مشتركون ضد الدولة اليمنية وضد العملية السياسية التي اعقبت ثورة الحادي عشر من فبراير/شباط 2011.
جميع هؤلاء كان لهم ثأر ضد ثورة فبراير وتآمروا عليها، وان تباينت مستويات استهدافهم لهذه الثورة والزوايا التي اتى من خلالها عدوانهم العنيف على ربيع اليمن.
هناك اذاً ثورة مضادة ارتكزت على دول معادية وادوات محلية قذرة، هذه الادوات هي جماعة الحوثي الانقلابية الطائفية وعلي عبد الله صالح وحزبه وشبكة ولاءاته، والانفصاليين الذين اصطفوا ابان ثورة فبراير الى جانب نظام صالح واجهزته وتبنوا اجنداته بشكل حرفي.
وما نراه اليوم هو تمكين واضح لهذه الادوات القذرة وتجاوز سافر لارادة الشعب اليمني وامعان في اذلاله وانتهاك سافر لحقوقه.
ومن المؤسف ان يستفيد الحوثيون من القنوات الفضائية للاستمرار في تبييض صفحة الميليشيا الطائفية التي يرتكز عدوانها على قطيع بشري بلا اخلاق ولا شرف، قطاع غاشم من القتلة والمجرمين وقطاع الطرق الذين يجري اعادة ربطهم بعقيدة فاسدة، تؤله المجرمين وتبرر مفاسدهم وتعطيهم ما لا يستحقونه من سيادة وفرص لتبديد مقدرات الشعب اليمني.