في أول مجلس للنواب بعد الوحدة، كان محمد عبد الله الفسيل الصوت الذي تلتقي عند خطابه الأحلام الطرية التي كانت كأغصان أثقلتها قطرات ندى الفجر.
كان صوته يجلجل في القاعة مقاوماً ومفنداً كل محاولة لزرع عثرة هنا ومطب هناك .
رفض بقوة المناضل الصلب كل محاولة لإلغاء علنية جلسات المجلس التي طالب بها البعض بدوافع بريئة وغير بريئة ، تصدى لمحاولات مصادرة استقلالية السلطة التشريعية ووظيفتها في محاسبة الحكومة ، تبنى لجنة تقنين احكام الشريعة الاسلامية ورفض نظام المرجعيات المسبق على قرارت المجلس .
حينما تختلف معه عليك أن تحتاط جيداً فأنت أمام ذاكرة موسوعة ومنطق متماسك ، وعندما تتفق معه لا تأمن صحة موقفك فهو الذي لم تكن تأخذه العزة حينما يتعين عليه أن يراجع موقفه .
رجل حوار من الطراز الرفيع ، وفي داخله ثائر يتقلب جمراً لم تخمده الأيام .
رحم الله محمد عبد الله الفسيل .