الأرواح الشفافة تحلق باكرا الى العالم الآخر..هذا صديق هو جزء من ذاكرتي وكياني ويومياتي وتجاربي المريرة والسعيدة يموت اليوم ويتركنا مخنوقين بغصة الفجيعة والبكاء..
مهيب زوى ليس مجرد صديق دراسة جامعية وتسكع بل هو كوكتيل حياة ومواقف وذكريات ومحبة شاسعة عابقة بكل ماهو جميل وإنساني ونقي وحقيقي.
صديقي الذي لن أستوعب ابدا انه استعجل الرحيل.. تعجزني الكلمات ويفشل الرثاء في حضرة رحيله..
طوال فترة بقائه خلال الشهرين الماضيين في العناية المركزة متاثرا بتهور سائق دراجة نارية هوى به على الرصيف. كنت أمني النفس انه سوف يعود سوف ينهض ويعزف لنا مجددا بشغاف قلبه ألحان الحياة التي اعتدناها..
وفي كل يوم اترصد حسابات الاصدقاء انتظر أخبار تطمئنا،عنه قبل أن يأتي النبأ الصاعق بوفاته قبل الأوان..ماذا سنقول لأمنا غالية يامهيب وكيف سيحتمل اصدقائك هذا الفراق الذي يخرب الروح ومن سوف يواسيني على الواتس كلما ضاقت بي الدنيا..ويبعث بمقطوعات عبدالباسط..
كيف تركت مشروع انسم وحيدا ورسالة الدكتوراه معلقة وليالي تونس الخضراء يتيمة وروايات واسيني الأعرج على رف الإنتظار.
هذا الفقدان مرير وهذا اليوم لايشبه أيامي الرديئة المليئة بالتوتر والقلق والترقب..بل هو أشد حزن وقتامة، ذلك أن مهيب صديق لاينسى ضحكاته وتعليقاته و لعناته الغامرة بالود ، وتفاصيل وافرة من حياته معنا ستبقى مصلوبة على جدار الوقت الرتيب ونحن نحصي الأيام والساعات البطيئة للحاق يوما بهذا الرجل المهيب مهيب فاروق زوى.