قرأت ما كتبه عبده محمد المخلافي قبل نحو نصف قرن عن الامامة و الكهانة الدينية والولاية والسلالية في تحليل محتوى الأفكار التي وضعها رؤية ليمننة العمل الاصلاحي واكسابه بعد يمني يحرر المتدينين المشتغلين بالمجال العام من الأيدلوجيا القائمة على حذف ذاكرة القومية اليمنية التراكمية وحركة التاريخ اليمني وتحقيق الفاعلية الفكرية في المسار المتصل بالصحوة اليمنية شمالا وجنوبا بجناحي سبتمبر واكتوبر
افكار المخلافي تكشف حالة الاختطاف الأيدلوجي والفكري والسياسي للحركة الاصلاحية التي كانت تتميز عن كل اشكال العمل الاسلامي في الوطن العربي اذ كانت حالة وطنية منذ الثورة الدستورية عام ٤٨ وهذا مؤشر مبكر لفك ارتباطها عن نظرية الحاكمية الاسلامية عند سيد قطب والمودودي والتي تتعامل مع الجمهورية والوطنية الدستورية كجاهلية وتعادي الرابطة المدنية الثلاثية.. الفن والمرأة والديمقراطية وتشترك مع الامامة السلالية والخمينية والجماعات المتطرفة في العداء للرابطة المدنية الثلاثية والتحريض المستمر عليها
الذي حدث بعد وفاة المخلافي الغامضة التي هي مثل اغلب الشخصيات الوطنية يكتنفها الغموض وغياب معرفة الحقيقة وخصوصا ماترتب على تغييبه بالموت من احداث وارتدادات
اختطاف يمننة العمل الاسلامي اقر به واعترف عبد الله احمد علي الذي يشير لانتكاس في المسار الاصلاحي وتحوله الي اداة خصم وهدم للتراكم اليمني منذ تصدر عبد المجيد الزنداني وتلاميذه واغلبهم من اللوبي السلالي مفاصل قيادة العمل الاصلاحي في اليمن
بالذات في المناصب الحساسة مثل التنظيم والتوجيه والارشاد والعمل التنفيذي الميداني من خلال بحثي الطوعي ومعرفة الحقيقة للتجريف الذي تعرضت له الذاكرة اليمنية و النسيج الناشئ الذي تجدد للقومية اليمنية بعد سبتمبر واكتوبر في الأطر العامة والتيارات والجهات والاتجاهات الجماعية وباتت ملامحه تتكشف كل يوم من الناحية الفكرية يعد ابرز عوامل الانهيار للذات اليمنية دولة وذاكرة وعقل
من اكثر من نصف قرن من التقدم الفكري للرجل الأول عبده محمد المخلافي ومعرفته بتاريخ الامامة السلالية والكهانة الدينية حسب وصفه يخرج الزنداني بفتوي الخمس في واحدة من اخطر الفتاوى العنصرية من خارج الزيدية ويخرج عبدالله احمد علي بستجيل يقر فيه ان ثورة ٢٦ سبتمبر هي هي جاهلية وان ان عمل الاسلاميين كان جهاد ضد الجاهلية
وهو لم يكذب فتلك حقبة الجريمة الفكرية التي جرفت الذات اليمنية الجمهورية وتم اطلاق الصحوة الاسلامية وفق حسابات الحرب الباردة وكانت الصحوة اليمنية هي الضحية التاريخية التي حذفت جزء من ذاكرة الشعب والتراكمات الجمهورية التي صمدت رغم الضربات التي نالتها من ثلاثية.. مسار السلطة والتعبئة الصحوة الاسلامية والتنظير الثقافي الأيدلوجي اليساري وللوبي الامامي السري اليد العليا اضافة الى التزاوج الفئوي بين السلطة والثروة والفئوية والتجهيل
صحيح انني في اطار بحثي قرأت واحد من اهم الكتب التي تمثل امتداد لمسار عبده محمد المخلافي وهو كتاب اضواء على حقيقة المساواة لياسين عبد العزيز القباطي الغساني والكتاب كان مزيج ما بين الفهم الرفيع للمساواة وفق النص القرآني والبعد العلمي وبالذات مصطلح بالغ الذكاء اسماه الهاجس مافوق الترابي في الأمر ادانة للذهنية السلالية التي تعتقد ان اصلها مميز وهو ما يقره تراثهم ويوم الولاية
ووفق فلسفة اصل الانسان عند المسلمين انه اصل الانسان متساوي من طين ولكن هذا الكتاب لم يتحول الى رافعة فكرية لتجسيد مضمون المساواة في الجمهورية وفق تأويل ديني اصلاحي لدى الاسلاميين والمتمثل بكونها مساواة قانونية ليست بديلا للمساواة الاجتماعية ولكنها مقدمة لها
وعلى ذكر الهاجس ما فوق ترابي ظهرت في الحشود الحوثية في يوم الولاية النازية العنصرية تلويحة اليد بالطريقة النازية الهتلرية.. التقطت الأمر سامية الآغبري وكتب يا عالم في صنعاء إمامة نازية ذلك ان الولاية هي امتداد لذهنية التفوق العرقي الذي تلتقي مع النازية في التفوق العرقي والجينات
الأخطر ان العرقية السلالية اشد خطورة من العرق الآري كونها تستند لمشجر سلالي وعرقية تلبس ثوب القداسة الدينية كما تقدمها نظرية الولاية التي تقدم كعقيدة ووصية نبوية الهية تحت اسم الاصطفاء وفق الطبقية العرقية تم فرز اليمنيين لطبقات وهذا ابرز اسباب الحروب الملاحقة
توضيح للشباب.. بحسب البحث عبده محمد المخلافي كان اول قائد للعمل الاسلامي المنظم بعد ثورة ٢٦ سبتمبر وكان مسؤول في مكتب التربية تعز حينها كانت تعز تشكل منارة للتحولات الوطنية وحلقة وصل بين صنعاء وعدن وسبتمبر واكتوبر وكان منها اغلب طلائع التوجهات الفكرية والسياسية ثم خلفه عبد المجيد الزنداني رفيق الزبيري شخصيا لا فكريا.