حقق منتخب الأرجنتين لقب كأس العالم 2022، وذلك بعد تفوقه على منتخب فرنسا بركلات الترجيح (4 - 2)، بعد مباراة جنونية وأسطورية امتدت إلى أشواط إضافية، ليرفع ليونيل ميسي لقب المونديال المُنتظر، والذي قاتل من أجل تحقيقه منذ أن شارك لأول مرة في عام 2006.
وبدأ المنتخب الأرجنتين المباراة بكل قوة وهاجم منذ الدقائق الأولى، ولم يكتفِ فقط بالهجوم، بل استحوذ على الكرة أيضاً وحرم المنتخب الفرنسي منها طوال الوقت، في وقت ظهر منتخب "الديوك" في عجز كبير بدون أي شيء، وكأنه لم يأتِ إلى المباراة، وسط ضياع من لاعبيه وعدم قدرة على التحكم بإيقاع المواجهة، وهو ما جعل منتخب "الألبيسيليستي" يتفوق في أول 45 دقيقة بالطول والعرض.
وسجل منتخب الأرجنتين الهدف الأول من ركلة جزاء عن طريق ليونيل ميسي، ليُتابع بعد ذلك العرض القوي ويُسجل الهدف الثاني من هجمة مرتدة سريعة بقيادة ميسي وألفاريز، لتصل الكرة إلى دي ماريا، الذي تابع الكرة في الشباك، ويمنح الأرجنتين التقدم المريح بهدفين نظيفين. ولم يكن هناك أي ردة فعل من المنتخب الفرنسي ولا حتى هجمة خطيرة أو تسديدة على المرمى، ليظهر "الديوك" بأسوأ مستوى منذ بداية بطولة كأس العالم 2022.
وبدا من الواضح أن المدرب سكالوني عرف كيف يحسم المواجهة بذكاء كبير، إذ بإشراكه النجم أنخيل دي ماريا ضرب الجهة الأضعف لمنتخب فرنسا، وتفوق هجومياً على الجميع، ونجح في إبعاد الضغط عن ميسي، ليُساهم في تسجيل هدفين، وهو تفوق تكتيكي واضح للمدرب سكالوني على ديشامب في أول 45 دقيقة.
وفي الشوط الثاني، تحسن مستوى المنتخب الفرنسي وبدأ يستلم الكرة أكثر ويُحاول بناء اللعب من الخلف بهدوء ومهاجمة مرمى منتخب الأرجنتين، وفعلاً نجح في قلب الطاولة في أقل من دقيقتين، إذ حصل على ركلة جزاء في الدقيقة 80 ترجمها مبابي بنجاح في الشباك، ثم سجل مبابي نفسه الهدف الثاني من تسديدة عالمية على "الطائر"، لتعود المواجهة إلى نقطة الصفر من جديد، في نهائي مثير ومجنون إلى أبعد حدود.
واستمر التعادل بين المنتخبين حتى نهاية الشوط الثاني من المواجهة، ليذهب المنتخبان إلى أشواط إضافية.
وفي الشوط الإضافي الأول ضغط كل منتخب من أجل تسجيل الهدف الثالث، في وقت ظهرت أفضلية المنتخب الفرنسي على أرض الملعب، خصوصاً عبر صناعة الكثير من الفرص، في حين بدا المنتخب الأرجنتيني أقل عطاء من الشوط الأول والثاني، ولم يُهاجم كثيراً.
وفي الشوط الإضافي الثاني، فاجأ الأسطورة ليونيل ميسي الجميع وخطف الهدف الثالث في المباراة، إثر انفراد للاوتارو مارتينيز، الذي سدد كرة قوية أبعدها لوريس، ثم تابعها ميسي في الشباك ومنح الأرجنتين التقدم (3 - 2)، وبعدها رد مبابي عبر ركلة جزاء جديدة لفرنسا، لتتعادل النتيجة (3 - 3)، ويعجز أي منتخب بعدها عن تسجيل هدف رابع، لتذهب المواجهة إلى ركلات الترجيح التي حسمها المنتخب الأرجنتيني في النهاية (4 - 2)، وتُوج بطلاً للعالم بعد سنوات من الانتظار.