اخبار دولية

"حنظلة" أسيرة ونتنياهو يدّعي "إدخال مساعدات كافية".. ارتفاع المتوفين جوعًا في غزة إلى 133 شخصًا جلّهم أطفال

المصدر
فيصل قاسم

وصلت السفينة حنظلة، التابعة لأسطول الحرية، يوم الأحد إلى ميناء أسدود، بعدما اقتحمتها بحرية جيش الاحتلال الإسرائيلي واقتادتها إلى هناك.

وسيطرت قوات الاحتلال على السفينة التي تقل متضامنين دوليين في اليوم السابع من رحلتها الهادفة إلى كسر الحصار على قطاع غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن النشطاء الذين كانوا على متن السفينة استُجوبوا، وسيسلَّمون إلى الشرطة.

وكانت السفينة في طريقها لمحاولة كسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة وإدخال كمية من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع، قبل أن يعترضها الجيش الإسرائيلي ويحتجز أفراد طاقمها، ومنهم نائبتان من حزب "فرنسا الأبية" المعارض لقوانين الهجرة.

ودعا الناشطون على متن السفينة "حنظلة" إلى الضغط على بلدانهم للإفراج عنهم.

جاء ذلك في رسائل فيديو مسجّلة مسبقًا، نشرها "تحالف أسطول الحرية" عبر منصات التواصل الاجتماعي عقب سيطرة الاحتلال على السفينة.

من جهته، هاجم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة، واتهمها بـ"اختلاق الأكاذيب"، مدعيًا أنه يسمح بـ"إدخال الحد الأدنى من المساعدات إلى غزة"، رغم جرائم المجاعة والإبادة المتواصلة وغير المسبوقة التي ينفذها ضد المدنيين في القطاع منذ أكثر من 21 شهرًا.

وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارة إلى قاعدة رامون الجوية (جنوب)، التابعة لسلاح الجو، برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

وقال نتنياهو: "سنقضي على حماس، ولتحقيق هذا الهدف، وكذلك لتحرير مختطفينا، نحن نواصل القتال وندير مفاوضات".

وزعم أنه "أيًّا كان المسار الذي سنختاره، سيتعيّن علينا الاستمرار في السماح بإدخال إمدادات إنسانية بالحد الأدنى، وقد قمنا بذلك حتى الآن".

وادعى نتنياهو أن "الأمم المتحدة تختلق الذرائع والأكاذيب بشأن إسرائيل، وتقول إنه لا يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية، وهذا غير صحيح".

ومضى في ادعاءاته قائلًا: "هناك ممرات آمنة، وقد وُجدت طوال الوقت، واليوم بات ذلك رسميًا"، وفق زعمه.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، وبدء ما أسماه "تعليقًا تكتيكيًا محليًا للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية.

وتتزامن هذه الخطوة الإسرائيلية مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة في القطاع، وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل.

وانتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة، لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرته الصفحة الرسمية للأونروا على منصة "إكس" يوم الأحد.

وكانت قناة القاهرة الإخبارية المصرية قد ذكرت في نبأ عاجل، "بدء دخول الشاحنات نحو كرم أبو سالم في وقت مبكر من صباح اليوم".

كما أعلن الأردن تسيير قافلة إغاثة جديدة مكوّنة من 60 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية، وبرنامج الغذاء العالمي، والمطبخ المركزي العالمي.

وأكد برنامج الأغذية العالمي، الأحد، أن وقف إطلاق النار المتفق عليه هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.

ورحب البرنامج، في بيان، بـ"خبر استعداد إسرائيل لتطبيق هدنات إنسانية، وبإنشاء ممرات إنسانية مخصصة، لتسهيل الحركة الآمنة لقوافل الأمم المتحدة التي تنقل إمدادات غذائية طارئة وغيرها من المساعدات إلى سكان غزة".

إلى ذلك، قال مسؤولون طبيون في مستشفيي العودة والأقصى وسط قطاع غزة، إن ما لا يقل عن 17 شخصًا قُتلوا وأُصيب 50 آخرون بنيران قوات إسرائيلية، بينما كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات يوم الأحد.

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن العشرات من سكان غزة توفوا بسبب سوء التغذية في الأسابيع القليلة الماضية.

وأضافت الوزارة أنها سجلت ست وفيات جديدة بسبب سوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد من لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع إلى 133 شخصًا، منهم 87 طفلًا.

وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتُغلق إسرائيل، منذ 2 مارس الماضي، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخله.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلّفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.