اخبار دولية

تحليل: نتنياهو سعى لخوض معركة أوسع مع إيران والآن جاءته الفرصة

المصدر

طوال الفترة التي قضاها كأطول زعماء إسرائيل خدمة، كان بنيامين نتنياهو يتحرك ببطء، وهو سياسي متفاعل، ينتظر حتى آخر لحظة ممكنة لاتخاذ قرار.

وحتى الآن، كان هذا أمرا صحيحا حتى فيما يتعلق بإيران. فعلى مدى عقود، كان نتنياهو يتحدث على المسرح العالمي حول التهديد الذي تشكله إيران على المنطقة وخارجها. وقد استغل خطاباته العديدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمهاجمة طهران، ولعل أشهرها عندما رفع صورة كاريكاتورية لقنبلة.

لكنه دفع باتجاه تقديم تهديد عسكري موثوق من إسرائيل مع الولايات المتحدة، وليس بمفرده. وقامت إسرائيل بعمليات سرية لافتة للانتباه في إيران على مدار السنين – ومنها، سرقة الأرشيف النووي الإيراني في عام 2018، أو قتل كبير العلماء النوويين في طهران في عام 2020 - لكن تلك العمليات لم ترق إلى عمل عسكري واسع وعلني ضد برنامج طهران النووي.

وكل ذلك تغير بطريقة دراماتيكية خلال الـ24 ساعة الماضية. فقد رأى نتنياهو نفسه في موقع القيادة ضد إيران، محذرا العالم الذي لم يكن يرغب في كثير من الأحيان في سماع رسالته. وفي صباح الجمعة، تم إيصال تلك الرسالة بقوة غير مسبوقة، حيث جاءت قبل أيام فقط من الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.

وكان نتنياهو يواجه احتمالا حقيقيا بأن ترامب كان سيتوصل تقريبا إلى نفس الاتفاق النووي الذي نسفه الرئيس الأمريكي في عام 2018 - وهو اتفاق كان سيترك لإيران بعض القدرة على تخصيب اليورانيوم، والأهم من ذلك، المعرفة النووية التي راكمتها على مدى عقود.

ومع إضعاف إيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة- ومع وجود فرصة لعرقلة المفاوضات النووية- اختار نتنياهو، الذي أطلق خطابا تهديديا لسنوات، أخيرا تنفيذ هذا التهديد.