مني ريال مدريد بخسارة جديدة أمام غريمه التقليدي برشلونة اليوم بنتيجة 4-3، لتكون الهزيمة الرابعة على التوالي في مواجهات الفريقين. ورغم مرارة الهزيمة وفارق الهدف الضئيل، إلا أن المباراة كشفت عن جوانب قد تمثل فرصة سانحة للميرينغي لإعادة ترتيب أوراقه وقلب الموازين أمام الفريق الكتالوني في الموسم الكروي المقبل.
أظهر برشلونة في مباراة اليوم ضعفاً واضحاً في خطه الخلفي، حيث استقبلت شباكه ثلاثة أهداف وكان من الممكن أن تهتز في مناسبات أخرى لولا سوء الحظ أو براعة بعض اللاعبين. هذا الضعف الدفاعي لم يكن وليد اللحظة، بل تكرر في مواجهات سابقة، أبرزها اللقاء الأخير أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا والذي شهد تسجيل الإنتر لسبعة أهداف في مجموع مباراتي الذهاب والإياب (3-3 ذهاباً و 4-3 إياباً). هذا النزيف الدفاعي لدى برشلونة يمثل نقطة ضعف محورية يمكن للريال استغلالها بفعالية أكبر مستقبلاً.
لمواجهة المنظومة الهجومية التي يقودها المدرب هانزي فليك في برشلونة، يحتاج ريال مدريد إلى بناء هجمات قادرة على كسر الضغط العالي الذي يفرضه الفريق الكتالوني واستغلال المساحات التي يتركها لاعبوه في الخطوط الخلفية عند الاندفاع الهجومي. يتطلب ذلك وجود لاعب وسط يتمتع بقدرة على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط والتحكم فيها وهو معطي ظهره للمنافس، ومن ثم توزيعها بدقة.
يمتلك ريال مدريد بالفعل لاعبين قادرين على أداء جزء من هذا الدور، وعلى رأسهم جود بيلينغهام وإدواردو كامافينغا. بيلينغهام، بفضل قوته البدنية وقدرته على حماية الكرة، يمكن أن يكون نقطة ارتكاز مثالية في وسط الملعب، يستلم الكرة تحت ضغط لاعب أو اثنين من برشلونة ويحتفظ بها. كامافينغا يمتلك أيضاً الإمكانيات البدنية والمهارية للمساهمة في هذا الجانب.
ولكن، لكي تكتمل خطة بناء الهجمات الفعالة وكسر ضغط برشلونة بشكل كامل، تبدو هناك قطعة شطرنج مفقودة. يحتاج ريال مدريد إلى التعاقد مع لاعب وسط إضافي يمتلك مهارات وقدرات قريبة من مواصفات لوكا مودريتش في أوج عطائه أو بيدري لاعب برشلونة. مهمة هذا اللاعب ستكون إسناد بيلينغهام، حيث يتمركز بالقرب منه لاستلام الكرة التي نجح بيلينغهام في السيطرة عليها، ومن ثم نقلها بسرعة ومهارة عالية إلى المساحات الواعدة في الخط الأمامي.
هذا اللاعب الجديد سيكون بمثابة العقل المدبر في عملية نقل الكرة من مرحلة بناء الهجمة إلى مرحلة خلق الفرص. فبعد أن يستلم بيلينغهام الكرة ويسيطر عليها ببراعة تحت الضغط، يقوم بتمريرها بدقة إلى هذا اللاعب الجديد، الذي بدوره يستغل مهارته ورؤيته الثاقبة لتمرير الكرة بسرعة خلف خط دفاع برشلونة المتقدم، مستفيداً من اندفاعهم للهجوم والمساحات التي يتركونها خلفهم.
أبرز اللاعبين لأداء هذا الدور هو فيتينها لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي.
الاستثمار في لاعب بهذه المواصفات الفنية العالية القادر على كسر الخطوط بالتمرير الذكي والسريع، سيمنح ريال مدريد أداة قوية جداً لضرب دفاعات برشلونة المهتزة. ومع وجود بيلينغهام كنقطة استلام وحماية للكرة وكامافينغا كخيار إضافي في وسط الملعب، فإن إضافة لاعب مبدع في التمرير ستشكل ثلاثياً قادراً على تفكيك أي ضغط يفرضه برشلونة وخلق فرص حقيقية للتسجيل، مما يمهد الطريق أمام ريال مدريد لقلب الطاولة واستعادة تفوقه في الكلاسيكو خلال الموسم القادم.