في سن الخامسة والستين، كان كارلو أنشيلوتي مستعدًا لخوض أولى تجاربه كمدرب لمنتخب وطني، بعدما أبدى موافقته المبدئية على قيادة الجهاز الفني للمنتخب البرازيلي، الذي سعى لضمه لأكثر من عام.
وبدا أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، مع اقتراب رحيله المتوقع عن ريال مدريد بنهاية موسم 2025، قبل أن تظهر مفاجأة غير متوقعة: السعودية تدخل على الخط.
من فينيسيوس إلى أنشيلوتي في 14 فبراير/شباط الماضي، وخلال مؤتمر صحفي، طُرح على أنشيلوتي سؤال حول احتمالية تدريبه في السعودية، خاصة بعد تقارير عن اهتمام أندية سعودية بالتعاقد مع نجمه في ريال مدريد، فينيسيوس جونيور.
وجاء رد أنشيلوتي صريحًا: "لمَ لا؟ إذا رغبت في الاستمرار بالتدريب بعد انتهاء مهمتي هنا، فلمَ لا؟".
تصريحه جاء في وقت طغى فيه الحديث الإعلامي عن مساعي السعودية لضم نجم عالمي جديد إلى الدوري المحلي، ليكون فينيسيوس هو الرهان التالي بعد صفقات رونالدو وبنزيما ونيمار.
حق الحلم
خلال المؤتمر نفسه، أبدى أنشيلوتي تفهمه الكامل لمشروع المملكة، قائلاً: "ليس من المستغرب أن ترغب دولة في الاستثمار بكرة القدم. لديها كل الحق في الاستعداد لكأس العالم 2034. الهدف هو تطوير اللعبة وهم مستعدون لذلك".
وأضاف: "صحيح أن الدوري السعودي قد يكون أقل تنافسية من أوروبا حاليًا، لكنه يمتلك الإمكانات ليصبح أكثر تنافسًا في المستقبل".
"500 مليون يورو؟ سأذهب ماشياً!"
في 8 ديسمبر/كانون أول 2023، علّق أنشيلوتي بطريقة طريفة على توقيع لاعب الجولف الإسباني جون رام مع دوري "ليف" للجولف، المموّل من صندوق الاستثمار السعودي، مقابل 500 مليون يورو.
وعند سؤاله عما إذا كان سيقبل مثل هذا العرض للتدريب في السعودية، أجاب ضاحكًا: "سأذهب سيرًا على الأقدام! لا حاجة لحجز تذكرة طيران".
ورغم نفيه تلقي أي عروض من السعودية حينها، تحدث أنشيلوتي بشفافية عن رؤيته للمال، موضحًا: "أعيش الحاضر، وهو جميل حاليًا. المال ليس هدفي. نشأت في عائلة لم يكن المال فيها شيئًا مهمًا، ولا يزال كذلك بالنسبة لي اليوم".
الباب السعودي يُفتح مجددًا
وبعد أن بدا أن أنشيلوتي في طريقه لتولي تدريب منتخب "السامبا"، كشفت قناة Ge التابعة لمجموعة "جلوبو" الإعلامية أن الاتحاد البرازيلي تراجع عن الاتفاق مع المدرب المخضرم، بعد أن صعّب ريال مدريد من مهمة رحيله.
وهكذا، ومع غلق باب البرازيل، يبدو أن باب السعودية قد يُفتح مجددًا أمام أنشيلوتي، في حال قرر خوض تجربة تدريبية جديدة، في بلد يسعى جادًا لبناء مشروع كروي كبير استعدادًا لكأس العالم 2034.