استبعدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن يكون مقتل يحيى السنوار "نقطة تحول" لصالح إسرائيل، مشيرة إلى أن حركة حماس لا تزال على قيد الحياة. إذ يبين التاريخ أنه لا يمكنك التخلص من حركات المقاومة بالقتل.
ونشرت المجلة تحليلا للكاتب دانييل بايمان، الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية- اعتبر بأن مقتل زعيم حماس برغم كونه " انتصارا سياسيا" لبنيامين نتنياهو، إلا أن إسرائيل لا تزال بعيدة كل البعد عن حل السؤال الأصعب بخصوص ماهية الخطوة التالية في غزة.
وبحسب الكاتب، قد يكون قتل إسرائيل ليحيى السنوار، رئيس حماس والمهندس الرئيسي لهجمات 7 أكتوبر 2023 بمثابة ذروة مخيبة للآمال أكثر من كونه نقطة تحول في حرب إسرائيل وغزة. إذ أن حماس وإسرائيل تبدوان مستعدتين لمواصلة القتال.
وأشار إلى أنه برغم أن حملة القتل المستمرة تجعل من الخطير على قادة حماس التواصل، وبالتالي من الصعب عليهم إدارة منظمتهم الخاصة، إلا أن تقليص الاتصالات يترك حماس غير مقيدة في وقت حرج، مع عدم وجود إرشادات واضحة حول ما يجب على المنظمة فعله بعد ذلك بخلاف الترنح.
وتساءل الكاتب عن أي نوع من حماس سوف ينهض من رماد السنوار؟ حيث رأى بأن الحملة الإسرائيلية المدمرة ضد حماس وغزة تشكل درساً للزعماء المستقبليين حول مخاطر مواجهة عدو أقوى وأكثر تصميماً. وتوقع أن تستفيد حماس من الوقت لإعادة تجميع صفوفها وإعادة بناء منظمتها.
من ناحية أخرى، قد يضاعف قادة حماس في المستقبل المقاومة. ففي ظل قيادة السنوار، وجهت حماس ضربة قوية إلى إسرائيل، وأعادت القضية الفلسطينية إلى الخريطة السياسية، وألحقت الضرر بسمعة إسرائيل الدولية، حيث أن إنهاء النضال قد يؤدي إلى تراجع هذه المكاسب. وفقا للتحليل.
ورأى الكاتب أنه "بعد خسارة العديد من القادة والمقاتلين، فضلاً عن مقتل العديد من الأطفال الفلسطينيين وغيرهم من غير المقاتلين، فإن أعضاء المنظمة لديهم أيضاً تعطش للانتقام".
ومن جانبها، لا تظهر إسرائيل أي إشارة إلى أنها ستخفف من حدة هجماتها على حماس التي تظل صامدة، وقد تعافت من خسائر قيادية كبرى في الماضي.
وتابع التحليل "بالنسبة لإسرائيل، فإن قتل السنوار لا يحل المشكلة الأوسع نطاقا المتمثلة في الحكم في غزة. فبعد أكثر من عام من السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم تقترب إسرائيل بعد من تصور، ناهيك عن تنفيذ، إطار واقعي لمن سيحكم غزة".
لافتا "أن الادارة الفاشلة هي النتيجة الأكثر ترجيحا في الأمد القريب، وربما البعيد، لقطاع غزة، وفي مثل هذه البيئة، سوف تتمكن حماس، حتى ولو كانت ضعيفة وغير منظمة، من الصمود وربما حتى الازدهار".