اخبار دولية

بمقتل زعيمه وكبار قادته.. مستقبل غامض يلف مصير "حزب الله"

المصدر

يذهب مقتل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في ضربة استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بالتساؤلات في اتجاه مصير الحزب، وحربه مع "إسرائيل"، وخليفة أمينه العام، لا سيما مع مقتل أغلب قيادات الحزب البارزين الذين كانوا على قائمة الأهداف الإسرائيلية.

مقتل نصر الله وأبرز قادة حزب الله، يمثل ضربة غير مسبوقة للحزب، الذي يعتمد على قيادة مركزية قوية، تلعب أدواراً جوهرية في توجيه وتحريك سياسات الحزب الداخلية والخارجية؛ لهذا فإن فراغاً هائلاً في قيادة الحزب تركه هؤلاء، وقد يتطلب وقتاً طويلاً لترميمه، إن كان ذلك ممكناً.

حزب الله وحتى أيام قريبة ماضية، كان يبدي ندية واضحة لـ"إسرائيل" من خلال هجمات صاروخية تسببت بمخاوف وقلق كبير بين الإسرائيليين، لكن الحال تغيّر كثيراً بعد هجمات مروعة وكثيفة شهدتها الضاحية الجنوبية، منذ الجمعة (27 سبتمبر الجاري). 

في صبيحة اليوم التالي أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، مقتل حسن نصر الله، في الغارة على مواقع للحزب في الضاحية، إضافة إلى مقتل عدد آخر من القادة، أبرزهم علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، بحسب البيان، وأكد "حزب الله" السبت (28 سبتمبر الجاري) خبر مقتل زعيمه.

قادة حزب الله

"إسرائيل" وبمقتل نصر الله تكون قد اغتالت عدداً من أبرز قيادات الحزب، في سلسلة هجمات بدأت منذ مطلع العام الجاري وشملت:

  • وسام حسن طويل (الحاج جواد) في 8 يناير.

  • سامي طالب عبد الله (الحاج أبو طالب) في 12 يونيو.

  • محمد ناصر (الحاج أبو نعمة) في 3 يوليو.

  • فؤاد شكر في 30 يوليو.

  • إبراهيم عقيل في 20 سبتمبر. 

  • أحمد وهبي في 20 سبتمبر.

  • إبراهيم قبيسي في 24 سبتمبر.

  • محمد حسين سرور في 26 سبتمبر.

 وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وعدد آخر من القادة في الضربة التي استهدفت حسن نصر الله، وهو ما يشير إلى أن جيش الاحتلال قضى على جميع قادة الحزب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: "أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباراتي دقيق لهيئة استخبارات المؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية".

وأضاف: "لقد نفذت الغارة في الوقت الذي تواجدت فيه قيادة حزب الله داخل المقر"، مؤكداً أن "الجيش قضى على نصر الله، وعلى المسؤول، علي كركي، قائد جبهة الجنوب في حزب الله، وعدد آخر من القادة".

قوة الهجمات التي أظهرها "حزب الله" جاءت بعد تهديدات أطلقها لـ"إسرائيل" واستعراض لبعض قوته وصواريخه وإمكانياته، في 16 أغسطس الماضي؛ من خلال نشره فيديو حمل عنوان "جبالنا خزائننا"، أظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم "عماد 4".

يحاكي الفيديو منشأة "عماد" وما تحويه من راجمات صاروخية وتجهيزات عسكرية، ولم يكن إعلان "حزب الله" عما ظهر في الفيديو، إلا لكشف جزء من قوته، وتأكيد أنه يملك قوة رادعة.

قوة الحزب التي لطالما كانت مجهولة تحدث العديد من وسائل الإعلام عنها، وكشفت عن شيء من قوتها من خلال النقاط أدناه:

  • شبكة "سي إن إن" الأمريكية: الحزب يمتلك من الصواريخ والقذائف ما يصل عدده إلى ما بين 120 و200 ألف.

  • متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: "حزب الله" أطلق 6800 صاروخ منذ بدء التصعيد عبر الحدود في أكتوبر الماضي.

  • موقع قناة "الحرة":

                      -"حزب الله" تلقى شحنات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران.

                      - بدأ الحزب مؤخراً في إنتاج أسلحته الخاصة.

                      - يمتلك الحزب قدرات دفاع جوي.

  • وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية: لدى الحزب ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة.

الأسبوع الماضي شهد هجمات شديدة ومكثفة من قبل "حزب الله" على "إسرائيل"، أبرزها كان إطلاق أكثر من 300 صاروخ من لبنان تجاه شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، الثلاثاء 24 سبتمبر، بحسب هيئة البث العبرية.

الجيش الإسرائيلي بدوره واجه زيادة هجمات "حزب الله" الصاروخية، بإطلاق عملية "سهام الشمال" في الجبهة الشمالية مع لبنان. 

في هذا الشأن قال مسؤول إسرائيلي رفيع، في تصريحات لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إن الغارات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على لبنان بادعاء مهاجمة أهداف لحزب الله "ستستمر طالما كان ذلك ضرورياً".

يشير المسؤول الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، إلى أن الهدف هو إجبار حسن نصر الله "على تغيير قراراته والسماح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان"، مؤكداً أنه "إذا لم يحدث ذلك، فإن من لا يفهم بالقوة، سيفهم بمزيد من القوة. وإذا لم يتمكن السكان من العودة، فلن يكون لدى حزب الله القدرة على العمل ضدنا في النهاية". 

فضلاً عن العمليات الجوية المركزة، والهجمات التي استهدفت أجهزة اتصال أعضاء "حزب الله" وأدت إلى مقتل وإصابة الآلاف، كان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، قال خلال الأسبوع الماضي، إن قواته تستعد لعملية برية.

لكن "مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً"، قال لوكالة "رويترز" بعد هجوم الجمعة الذي استهدف فيه نصر الله، إن "إسرائيل تأمل ألا تضطر إلى شن غزو بري في لبنان"، مضيفاً أن "كبار قادة حزب الله كانوا هدفاً للهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت".

كل هذا يدفع إلى التساؤل عن مصير الحرب التي تشنها "إسرائيل" على الجنوب اللبناني، ومصير حزب الله، ومن يخلف أمينه العام، والذي يجيب عنه المحلل السياسي اللبناني عماد الشدياق في حديثه لـ"الخليج أونلاين" موضحاً:  

  • اغتيال نصر الله تسبب في تصدع كبير داخل حزب الله عسكرياً وأمنياً وحتى على مستوى المعنويات عند جمهور المقاومة وحزب الله وعناصره.

  • ما نراه اليوم على الساحة هو ضياع كبير وتخبط وفقدان لتوجيه الناس، جميع اللبنانيين وليس فقط جمهور المقاومة أصبح القائد الذي يعطيهم المعلومات هو أفيخاي أدرعي.

  • سابقاً كنا نستمع إلى حزب الله وبياناته، واليوم بات الإسرائيليون هم من يوجهون إلينا خطاباتهم، وينبهوننا أو يرهبوننا ويأمروننا بإخلاء البنايات المقرر قصفها.

  • عملياً أصبحنا نتلقى التعليمات من الجيش الإسرائيلي للحفاظ على أرواحنا؛ وهذا تطور كبير جداً، وحزب الله غائب كلياً عن الصورة.

  • حزب الله في تصريحاته أمس، كذّب ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه يخزن الأسلحة في الضاحية الجنوبية، ولكن المقاطع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت انفجار صواريخ ومواد متفجرة تحت بيوت المدنيين الآمنين، ما أكد أن الجهة التي كانت تكذب هي "حزب الله".

  • ليس واضحاً من هو خليفة نصر الله؛ لأننا لا نعلم من بقي من قيادات الصف الأول في الحزب لكي يحل محله، هناك نفي لاغتيال هاشم صفي الدين ونفي لاغتيال قيادات سياسية مثل علي عمار ووفيق صفا وغيرهما، لكن لا أحد منهم يظهر في الإعلام أو يصدر بياناً.

  • "حزب الله" لا يبدو أنه سيوقف هجماته رغم تواضعها نسبة إلى الدمار الموجود والاستهدافات.

  • واضحٌ أنه لا مركزية هناك اليوم داخل الحزب، وأن المسؤولين يتصرفون من بنات أفكارهم ومن قدراتهم الموجودة داخل القرى.

  •  نتنياهو خفَّض كثيراً من سقف أهداف العملية ضد "حزب الله"، وحقق ما لا يمكن تحقيقه في أي حرب، حين قال إن الهدف هو إجبار حسن نصر الله "على تغيير قراراته والسماح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان".

  • المؤشرات تدل على وجود غزو بري جارٍ التحضير له وليست هناك معلومات عن توقيته، وقد يكون من أجل استنزاف قدرات "حزب الله".

  • "إسرائيل" في نهاية المطاف تريد أن تجري غزواً برياً لكي تفرض واقعاً جديداً، وليكون التفاوض حينها حول الانسحاب من الأراضي اللبنانية بدلاً من التفاوض على وقف إطلاق النار.